إنتاجية القمح واحتياجاته المائية تأثرت سلبًا بالتقلبات المناخية خلال العقود الثلاثة الماضية
محمد السيد علي
كشفت
دراسة أجراها باحثون مصريون أن تغير المناخ يمثل تهديدًا محتملًا لخطط مصر الطموحة
لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.
وفي
حين نجحت البلاد في زيادة إنتاجية القمح على مدى العقود الثلاثة الماضية، فإن
ارتفاع درجات الحرارة وعدم موثوقية هطول الأمطار يمثلان ضغطًا على هذا المحصول
الحيوي، وفق دراسة نشرتها دورية "أجريكلتشر آند فود ريسيرش" (Agriculture
and Food Research).
وبحثت الدراسة تأثيرات
التغير المناخي على إنتاجية القمح واحتياجاته المائية عبر مناطق مختلفة في مصر، تتضمن
مصر السفلى والوسطى والعليا، بالإضافة إلى مناطق خارج الوادي والدلتا.
وأجرى الباحثون
تحليلًا لبيانات المناخ والمحاصيل على مدار ثلاثة عقود من 1987 إلى 2019، باستخدام
تقنيات إحصائية متقدمة، لتحديد الاتجاهات في العوامل المناخية المختلفة وتأثيرها
على مراحل نمو القمح.
وكشفت
النتائج أنه على الرغم من زيادة إنتاجية القمح خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا
أن التقلبات المناخية أثرت سلبًا على إنتاجيته واحتياجاته المائية.
وتأثرت
مناطق مصر العليا وصعيد مصر تأثرًا كبيرًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة العظمى، في
حين تأثرت مصر السفلى بتقلبات درجات الحرارة الصغرى خلال فترات حرجة من موسم نمو
المحصول، وأظهر القمح في مصر الوسطى مرونةً أكبر في مواجهة التغيرات المناخية
والحفاظ على معدل إنتاجيته.
وأوضحت
النتائج ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة العظمى والصغرى في جميع مناطق الدراسة،
بينما بقيت معدلات الأمطار منخفضةً وغير موثوقة كمصدر للري.
وتزايدت
الاحتياجات المائية لمحصول القمح بنسبة 12% في مصر السفلى، و15% في مصر الوسطى
والعليا، و18% في المناطق الجديدة خارج الوادي والدلتا.
ورغم
ذلك، سُجلت أعلى زيادة في إنتاج القمح في مناطق وادي النيل الخارجية المستصلحة
حديثًا، مقارنةً بمختلِف مناطق الدراسة داخل الدلتا والوادي.
تقول
مها البنا، الباحثة المشاركة في الدراسة من قسم علوم التربة والمياه، بكلية
الزراعة بجامعة بني سويف: "إن الدراسة خرجت بتوصيات، أبرزها ضرورة أخذ
العوامل المناخية المختلفة -خاصةً درجات الحرارة العظمى والصغرى- في إستراتيجيات
تحسين إنتاجية القمح خلال الفترة المقبلة، للحفاظ على إنتاجية مستدامة تحت
التغيرات المناخية وظروف نقص الماء".
تضيف
"البنا" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": توصي الدراسة
بالتوسع في زراعة القمح في مناطق أخرى بدلًا من صعيد مصر، مثل مصر الوسطى والمناطق
الجديدة خارج الوادي والدلتا، التي أظهرت مرونتها للتغيرات المناخية وزيادةً في
معدل الإنتاجية.
وتتابع:
كما توصي الدراسة أيضًا باستنباط واستخدام أصناف قصيرة الموسم ومقاوِمة للأمراض
والجفاف في مصر العليا لتعظيم الاستفادة من زيادة درجات الحرارة ونمو المحصول
وتقليل الاستهلاك المائي.
تواصل معنا: