برنامج يُخفّف أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال بالسعودية

كشفت دراسة أُجريت في السعودية أن برنامجًا قائمًا على اللعب الجماعي يقلل على نحوٍ فعال من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) لدى أطفال المدارس الابتدائية.

ركزت الدراسة -التي نشرتها دورية "ريسيرش إن ديفلوبمنتال ديسابيليتيس" (Research in Developmental Disabilities)- على تقييم فاعلية التدخل القائم على اللعب في تخفيف أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط، وهو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على الأطفال حول العالم، ويتميز بعدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع، مما يضعف الأداء اليومي ونوعية الحياة.

وغالبًا ما يواجه المصابون بهذا الاضطراب تحدياتٍ في التفاعلات الاجتماعية والأداء الأكاديمي، مما يؤثر على صحتهم وعلاقاتهم بالأقران والمعلمين.

شملت الدراسة 67 طفلًا مصابًا باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، من 5 مدارس ابتدائية حكومية في السعودية.

وقُسم المشاركون إلى مجموعتين، الأولى شاركت في جلسات منظمة من الأنشطة القائمة على اللعب، بينما واصلت المجموعة الضابطة العمل على المناهج الدراسية، وتضمَّن برنامج التدخل 10 جلسات، مدة كلٍّ منها 60 دقيقة، مرتين أسبوعيًّا لمدة 5 أسابيع.

وشمل البرنامج مجموعةً متنوعةً من الأنشطة المصممة لتعزيز التفاعل الاجتماعي والتنظيم العاطفي ومهارات الأداء التنفيذي لدى الأطفال، منها أنشطة تقمُّص الأدوار المختلفة، وتمارين الاسترخاء في الطبيعة، وألعاب تعاونية تتطلب العمل الجماعي والتواصل، وألعاب تنظيمية وتخطيطية، وألعاب رقمية لتطوير الذكاء العاطفي.

واستهدفت هذه الأنشطة تعزيز التفاعل والتنظيم والتركيز والتفكير الإستراتيجي لدى الأطفال من خلال اللعب التعاوني، والتفاعل الاجتماعي، والتعبير الفني.

ووفق النتائج، أظهرت المجموعة التي شاركت في البرنامج انخفاضًا ملحوظًا في المشكلات السلوكية المرتبطة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، مقارنةً بالمجموعة الأخرى.

وأبلغ كلٌّ من المعلمين وأولياء الأمور عن انخفاضٍ ملحوظٍ في أعراض هذا الاضطراب بناءً على التقييمات، وقد استمرت هذه التحسينات حتى في تقييم المتابعة لمدة شهرين.

يقول هشام فتحي جاد الرب، قائد فريق البحث من قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت: وجدنا أن دمج الأنشطة القائمة على اللعب الجماعي في المناهج الدراسية يمكن أن يقلل إلى حدٍّ كبير من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ويحسِّن الرفاهية العامة للأطفال المصابين به.

يضيف "جاد الرب" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": بناءً على النتائج التي توصلنا إليها، ينبغي على الأبحاث المستقبلية استكشاف التأثيرات طويلة الأمد لمثل هذه التدخلات وتطبيقها في سياقات ثقافية مختلفة، كما يجب أن تدعم السياسات التعليمية دمج هذه التدخلات في المدارس لتعزيز النتائج الاجتماعية والأكاديمية للأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.