تعديل عملية الالتهام الذاتي قد يسهم في علاج سرطان الكبد من خلال تثبيط إشارات نقص الأكسجين وتحفيز موت الخلايا المبرمج
محمد السيد علي
كشفت دراسة مصرية عن إستراتيجية قد
تُحسّن إلى حدٍّ كبير من فاعلية دواء "سورافينيب" المستخدم في علاج
سرطان الخلايا الكبدية، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الكبد، ويُعد سببًا
رئيسيًّا للوفيات المرتبطة بالسرطان حول العالم.
ويعمل عقار "سورافينيب" (Sorafenib) على منع تكوين
الأوعية الدموية في النسيج السرطاني، ما يقطع إمدادات الأكسجين والعناصر الغذائية
عن الخلايا السرطانية، ويؤدي إلى موتها.
واعتُمد "سورافينيب" من
قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2007 بوصفه علاجًا أوليًّا لسرطان الكبد المتقدم، لكن مقاومة السرطان
له قللت من فاعليته، ما يتطلب البحث عن طرق لزيادة فاعليته.
استكشفت الدراسة، التي نشرتها
دورية "سيل ديث آند ديسيز" (Cell Death &
Disease)، دور آلية الالتهام الذاتي
في مقاومة "سورافينيب".
والالتهام الذاتي هي عملية خلوية
مسؤولة عن تحلل مكونات الخلايا التالفة وإعادة تدويرها، وتؤدي دورًا معقدًا في
السرطان؛ إذ يمكن أن تساعد الخلايا السرطانية على البقاء تحت الضغط، كما هو الحال
في بيئة الورم، ولكن يمكنها أيضًا قمع نمو الورم في ظل ظروف معينة.
أجرى الباحثون تجاربهم على فئران
مصابة بسرطان الخلايا الكبدية لمقارنة تأثيرات "سورافينيب" وحده، أو
بالاشتراك إما مع دواء "سيمفاستاتين" المحفز للالتهام الذاتي، أو دواء
"هيدروكسي كلوروكين" المثبط للالتهام الذاتي.
واستخدم الفريق البحثي تقنياتٍ مثل
التعبير الجيني الكمي، وقياس التدفق الخلوي، والكيمياء النسيجية المناعية، والمجهر
الضوئي والمجهر الإلكتروني، لتحليل التغيرات الجزيئية والخلوية الناتجة عن
العلاجات المختلفة، وتقييم تأثيرها على نمو الخلايا السرطانية.
وأظهرت مجموعتا العلاج الثنائي
نشاطًا مضادًّا للورم في علاج سرطان الكبد مقارنةً باستخدام عقار
"سورافينيب" وحده.
تقول يمنى الليثي، المدرس المساعد
بقسم الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة في مصر، وقائد فريق البحث:
يعود تفوُّق العلاج الثنائي إلى قدرة مُعدِّلات الالتهام الذاتي على تثبيط تكيف
الخلايا السرطانية مع نقص الأكسجين الناجم عن "سورافينيب" أو تدمير
جزيئات إشارات نقص الأكسجين مثل (HIF-1α)، لذلك يُعد الالتهام الذاتي سلاحًا ذا حدين في علاج السرطان.
تضيف "الليثي" في تصريحات
لـ"نيتشر ميدل إيست": قد يسهم تعديل الالتهام الذاتي في علاج سرطان
الكبد من خلال تثبيط إشارات نقص الأكسجين وتحفيز موت الخلايا المبرمج، مما يمهد
الطريق لإجراء تجارب سريرية للتحقق من فاعليته لدى مرضى سرطان الكبد المتقدم،
وتقييمه في نماذج الأورام الأخرى.
تواصل معنا: