مضاعفات لإحدى العمليات الجراحية لمرض باركنسون

يتم أحيانا علاج مرض الباركنسون الحاد عن طريق التحفيز العميق للدماغ (DBS) في النواة التحت المهادية أو ما يعرف بـsubthalamic nucleus أو(STN). وهذه الجراحة تؤدي إلى انخفاض في استخدام العلاج الدوباميني بين المرضى الذين يعانون من هذا المرض. ولكن بعض المرضى يعانون من مضاعفات بعد الجراحة كاللامبالاة والاكتئاب.

أجرى مجموعة من الباحثين، من ضمنهم رشيد حساني من المغرب، دراسة استطلاعية على حدوث اللامبالاة في السنة التالية لعملية التحفيز العميق للدماغ. شملت الدراسة 63 مريضاً يعانون من مرض باركنسون، وقد خضعوا لهذه العملية الجراحية ومن ثم تم انخفاض العلاج الدوباميني بنسبة 82 ٪ في غضون أسبوعين. وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من نصف هؤلاء المرضى عانوا من اللامبالاة خلال 6 أشهر من اجراء العملية، وأكثر من نصف المرضى الذين أصبحوا يعانون من اللامبالاة أصيبوا بالاكتئاب أيضاً. وتلك المضاعفات عادة ما يمكن علاجها بحلول نهاية العام.

وتوضح الدراسة أن التقلبات غير الحركية (التي تشمل الأعراض العصبية والحسية وأعراض اضطرابات التحكم الذاتي في الجهاز العصبي) في الحياة اليومية تؤدي إلى زيادة في مخاطر الإصابة باللامبالاة والاكتئاب بعد العملية بنسبة 250%، مما يجعل وجود هذه التقلبات من عدمها العنصر الرئيسي في التنبؤ بهذه المضاعفات. وتتسم هذه التقلبات غير الحركية بنسبة كثافة أقل من مستقبلات الدوبامين، لا سيما في نظام الميسوكورتيكوليمبيك في الدماغ. وباقتران ذلك مع انخفاض العلاج الدوباميني بعد جراحة التحفيز العميق للدماغ، أدى إلى اصابة المرضى بأعراض الدوبامين المنخفض، والتي تشمل اللامبالاة والاكتئاب.

وتشير الدراسة إلى أن وجود التقلبات غير الحركية يبرز نمط معين، بحيث أن هؤلاء المرضى على الأرجح أكثر عرضه للإصابة بهذه المضاعفات بعد الجراحة. وشدد الباحثون على أنه من المهم رصد أعراض اللامبالاة والاكتئاب بعد الجراحة، وإذا ظهرت هذه الأعراض، فيجب معالجة هؤلاء المرضى باستخدام دواء الدوبامين لمنع الانتحار والاكتئاب الحاد، وهما من أهم مضاعفات التحفيز العميق للدماغ.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.