دراسة جديدة تكشف تأثير التغير المناخي على البحر الأحمر
نشرت بتاريخ 18 أكتوبر 2011
شَهِدَ البحرُ الأحمر ارتفاعاً حادًّا في درجة حرارة مياهه منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، بوتيرة أسرع من المعدلات العالمية، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في دورية Geophysical Research Letters.
حازم ذهني
ارتفعت درجة حرارة مياه البحر الأحمر بشكل حاد بنسبة 0.7 درجة مئوية منذ عام 1994، بحسب دراسة حديثة، أجراها فريق من الباحثين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا لدرجة حرارة سطح البحر، مستمدة من الأقمار الصناعية، ودرجة حرارة الهواء.
وقد تم جمع بيانات درجات حرارة سطح البحر من قياسات شهرية، أُخذت من مجموعة بيانات AVHRR Pathfinder الخمسة، وهي واحدة من بين مجموعات البيانات المتاحة الأكثر دقة ومصداقية للمنطقة بين عامي 1985 و 2007.
من جهة أخرى.. ارتفعت درجات حرارة المحيطات العالمية بنسبة 0.5 درجة مئوية في المتوسط منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي؛ مما يشير إلى أن درجة حرارة البحر الأحمر تتزايد بشكل أسرع من المتوسط العالمي.
القترح الباحثون أن تغير المناخ قد يكون السبب وراء هذا الارتفاع. وقال إبراهيم حطيط، أحد الباحثين الرئيسيين المشاركين في هذه الدراسة: "إننا لا نستطيع أن نحدِّد ـ بثقة ـ أي عامل أدى إلى هذا الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة. ومع ذلك.. فإن تحليلنا يشير إلى أن هذا النمط لا يرجع إلى ظاهرة إقليمية، لكنه يتبع اتجاهات في نصف الكرة الشمالي بأكمله".
وقارنت الدراسة هذا الاحتباس الحراري في البحر الأحمر بدرجات حرارة نصف الكرة الشمالي، التي تم الحصول عليها من وحدة أبحاث المناخ في جامعة إيست إنجليا، ومركز هادلي في إكستر التابع لهيئة الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة، للمساعدة في تحديد ما إذا كان هذا اتجاهاً إقليمياً فقط. وتوصل الباحثون إلى أن مجموعتَيْ البيانات كلتيهما متشابهتان لبعضهما البعض بشكل كبير.
وجاء قياس درجات حرارة الجو على الأرض مرتبطاً بدرجات حرارة سطح البحر، ولكن مع فارق زمني متوسط في ارتفاع درجة حرارة البحر هو شهر واحد.
وقال حطيط: "إن هاتين النتيجتين تشيران إلى أن تغير المناخ هو ـ على الأرجح ـ وراء احترار البحر الأحمر".
وأشار الباحثون إلى أن الطبيعة المفاجئة لارتفاع درجة الحرارة في البحر الأحمر قد تجعل من الصعب التنبؤ بتغيرات درجات الحرارة في المستقبل هناك، بناءً على نماذج متوفرة في السابق.
وقد باتَ مِنْ غير الواضح كيف يمكن لهذا النمط من الاحتباس الحراري أن يؤثر على النظام البيئي المحلي. وكثيراً ما أشاد علماء أحياء بحرية ونشطاء مدافعون عن البيئة وغواصون بمرونة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وعدم حساسيتها النسبية للتغيرات في درجة حرارة الماء.
وأكَّد محمود حسن حنفي، أخصائي في علوم الأحياء البحرية بجامعة قناة السويس في الإسماعيلية بمصر، على أنه بينما تواصل الشعاب المرجانية التبييض والموت في جميع أنحاء العالم، فإن آخر الأحياء البحرية الناجية ـ على الأرجح ـ ستكون الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
وأضاف قائلاً: "لا أحد يعرف لماذا يحدث هذا، لكن من المرجح أن هذا الأمر له علاقة بحقيقة أن هذه الشعاب المرجانية تطورت في كتلة دافئة من المياه". وقال حنفي إن البحر الأحمر في منطقة تشهد ظروفًا موسمية مختلفة، مشيرًا إلى أن شعابها المرجانية قد تطورت تدريجيًّا؛ لتتحمل تغيرات كبيرة في درجات الحرارة على مدار العام.
ومع ذلك.. توصلت دراسة نُشرت في دورية Science في عام 2010 إلى أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في البحر الأحمر قد أبطأ نمو مستعمرات صحية من " ديبلواستريا هيليوبورا "، وهي سلالة مرجانية ضخمة، بنسبة 30٪ منذ عام 1998. وحذر فريق الدراسة من أن هذه السلالة ذاتها يمكن أن تتوقف عن النمو بحلول عام 2070.
كما تَبَيَّن أن أحد العوامل التي تعوق الباحثين عن تفسير تشعبات هذه النتائج يتمثل في الندرة النسبية للمعلومات المتاحة عن النظم البيئية في البحر الأحمر.
وقال حنفي: "لا أحد لديه فكرة واضحة حول أي أنواع من كائنات زوزانتلي ـ البانِيَة للشعاب ـ توجد في البحر الأحمر". وأضاف بأن "الحصول على المزيد من البيانات حول طبيعتها وصفاتها سيكون بالفعل عاملاً رئيسًا لفهم تداعيات التغير المناخي على النظام البيئي للبحر الأحمر".
doi:10.1038/nmiddleeast.2011.141
Raitsos, D.E., Hoteit, I et al. Abrupt warming of the Red Sea. Geophysical Research Letters 38, L14601, 5 PP. (2011)
Cantin, N. et al. Ocean Warming Slows Coral Growth in the Central Red Sea. Science 329, 322-325 (2010).
تواصل معنا: