تقدم مكتبة الإسكندرية في مصر خدمة جديدة للباحثين، تتيح لهم الخبرات العلمية والتكنولوجية للعاملين بها، الذين سيساعدونهم في تطوير أبحاثهم؛ لتصل إلى المستوى العالي المطلوب للنشر العالمي.
وتأمل المكتبة ـ من خلال هذه الخدمة الجديدة ـ أن تعزز فرص العلماء المصريين بأن يكون لديهم قدر أكبر من التأثير،وذلك باعطاء أعمالهم فرصة أكبر للانتشار والظهور. وستستخدم الأموال التي سيتم جمعها من خلال هذه الخدمة كمنح للباحثين الذين يعملون على أبحاث تعود بالنفع على المكتبة نفسها، مثل الحفاظ على الوثائق المكتوبة على ورق البردي.
ويشرف العاملون بالمكتبة ـ إلى جانب العلماء المتطوعين ـ على توجيه مواضيع البحث، والمساعدة في تحديد مصادر أهم المراجع ذات الصلة. وفيما يتعلق بكتابة الأبحاث، سيُعْرَض على الباحثين خدمة التحرير اللغوي الاحترافي لأبحاثهم؛ لضمان تقديم أعمالهم بأفضل صورة ممكنة للمجلات والدوريات العلمية البارزة ذات التأثير العالي.
يقول طارق عدنان، رئيس الأنشطة العلمية في مكتبة الإسكندرية: "سنعمل بشكل وثيق مع الباحثين؛ لمساعدتهم خلال المراحل الأولى من صياغة موضوعات أبحاثهم، ومحاولة إيجاد أفكار مبتكرة. وسنساعدهم أيضًا في توفير المراجع التي يحتاجونها خلال البحث، وسنقدم لهم خدمة التحرير اللغوي الاحترافي".
وسوف يساعد العاملون بمكتبة الإسكندرية ـ وكذلك المتطوعون الذين يقدمون خدماتهم إليها ـ الباحثينَ عن طريق إجراء عمليات بحث واسعة النطاق عن الأبحاث السابقة المتعلقة بموضوعات أبحاثهم، وستبلغ تكلفة البحث عن كل مرجع دولارًا أمريكيًّا واحدًا.
طالما لدينا ناتج علمي ضعيف، فإن عملية النشر على نطاق عالمي لن تفيد البلاد.
وأوضح عدنان أن المكتبة تهدف إلى البدء بتحرير عشرة أبحاث شهريًّا، مضيفًا أن خدمات التحرير اللغوي ستكون مجانية لجميع الباحثين الذين سيشاركون في البرنامج.
وسيوفر البرنامج أيضًا ندوات وورشات عمل للباحثين في تخصصات مختلفة، مثل تكنولوجيا النانو، ويأمل المنظمون بأن تشجع ورشاتُ العمل على تبادل المعرفة والخبرة بين الباحثين الشباب وغيرهم من ذوي الخبرات الكبيرة.
وتهدف هذه الخدمة في نهاية المطاف إلى تحسين سمعة الجامعات المصرية وتصنيفها الدولي بين الجامعات على مستوى العالم، حيث إن نشر المزيد من الأبحاث سيُظْهِر للعالم ما يكتشفه العلماءُ والباحثون.
وأوضح عصام خميس، مدير مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية في الإسكندرية، قائلاً: "إنَّ نشر (الأبحاث) في المجلات العالمية ذات التأثير العالي يمكن أن يكون ـ في أغلب الأحيان ـ مهمة شاقة، لأن الأبحاث المنشورة يجب أن تستوفي أعلى مستوى من الدقة العلمية، وأنْ تكون أبحاثًا أصلية ومبتكرة، ومبنيّة على دراسات تم إجراؤها سابقًا، وأن تكون ـ في أغلب الأحوال ـ متعددة التخصصات، ومستشرِفةً لما هو أبعد من التخصصات. ويجب علينا أيضًا مساعدة الباحثين على إيجاد وسائل جديدة لتمويل أبحاثهم".
وعلى جانب آخر، يُعرِب إيهاب عبد الرحمن، العميد المشارك للدراسات العليا والأبحاث، ومدير مركز يوسف جميل للعلوم والأبحاث التكنولوجية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن شكوكه إزاء هذه الخدمة الجديدة، معتبرًا أنه ينبغي معالجة السمعة العلمية لمصر بصورة جوهرية أكثر، وقال: "طالما لدينا ناتج علمي ضعيف، فإن عملية نشر الأبحاث على مستوى عالمي لن تفيد البلاد. نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية لحل مشاكل البحث العلمي، واستخدام الأبحاث لمعالجة مشاكل البلاد".
وأضاف قائلاً: "إنَّ تعليم الباحثين كيفية كتابة مقترحات ناجحة يجب أنْ يبدأ من (مرحلة) الدراسة بالمدارس، حيث يجب أن ندرِّس لأطفالنا كيفية التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح".
تواصل معنا: