نشرت بتاريخ 21 فبراير 2012
أظهر بحث جديد نشر في دورية Nature Cell Biology أن الخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة البشرية يمكن برمجتها لإنتاج نوعين مختلفين من الخلايا الدهنية الوظيفية ـ ذات العلاقة بالوظائف الحيوية ـ في الفئران.
الخلايا الجذعية الجنينية البشرية، تمتاز بئمكانية إعادة برمجتها لإنتاج مختلف أنواع الخلايا الموجودة في جسم الإنسان. كما أن بعض الخلايا الجسدية غير الناضجة، تمتلك أيضًا نفس الخاصية، بحيث يمكن تحفيزها لإنتاج أنواع أخرى من الخلايا. وهذه الخلايا تتيح المجال لإنتاج نماذج مخبرية تحاكي الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان.
تمكن فريق من الباحثين برئاسة تشاد كوان من جامعة هارفارد الأمريكية، وعضوية هبة الصدّيقي من مؤسسة قطر في الدوحة من تحويل ثلاثة خطوط من الخلايا الجذعية، وخطين من الخلايا غير الناضجة إلى خلايا دهنية في خطوتين.
أولاً، قام الباحثون بتحويل هذه الخطوط من الخلايا إلى نوع من الخلايا الوسيطة، تسمى mesenchymal progenitor cells، ومن ثم تمت معالجة هذه الخلايا الوسيطة بواسطة فيروسات مهندسة وراثيًّا، تحمل جينات مسؤولة عن إنتاج نوعين من الخلايا الدهنية البيضاء والبنية.
وقد بيَّنَ كوان وفريقه أنَّ الخلايا الدهنية الجديدة أظهرت نفس الخواص التي تتمتع بها الخلايا الطبيعية من حيث البنية، والتركيبة الجينية، وعملية التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية. وعند حقنها في الفئران كوّنت هذه الخلايا المستزرعة بطانات دهنية تتمتع بكافة الخواص البنيوية والوظيفية للأنسجة الدهنية الطبيعية المعروفة باسم.
يقول كوان: "تلعب الأنسجة الدهنية دورًا مهمًّا في الأمراض المرتبطة بالسمنة لدى الإنسان، مثل انسداد الشريان التاجي، ومرض السكري ولكن المشكلة مع هذه الخلايا الدهنية هي صعوبة الاحتفاظ بها لفترات طويلة في المختبر، فهي لا تنقسم كبقية الخلايا للحصول على مصدر مستدام منها للتجارب، وهي كذلك مليئة بالجزيئات الدهنية؛ الأمر الذي يجعلها تطفو، بدلاً مِنْ أنْ تستقر في قاع الأوعية المخبرية.
ويرى الباحثون أن استخدام الخلايا الجذعية لإنتاج الخلايا والأنسجة الدهنية من شأنه أن يساعدهم في الاحتفاظ بهذه الخلايا والأنسجة لمدة أطول في المختبر؛ وبالتالي دراستها بشكل أفضل؛ وفهم الدور الذي تلعبه في الإصابة بالأمراض.
تواصل معنا: