الأشعة السينية بالكمبيوتر تسمح للباحثين باكتشاف آثار سرطان البروستاتا في مومياء مصرية، وهو ما يدعم الفكرة القائلة بأن السرطان كان موجودًا منذ فترة طويلة.
علا الغزاوي
توصل باحثون برتغاليون ومصريون إلى أدلة تشير إلى ثاني أقدم حالة إصابة بسرطان البروستاتا في مومياء، يعود تاريخها إلى 2250 عامًا.
تقول سليمة إكرام، عالمة المصريات في الجامعة الأميركية في القاهرة (AUC) التي كانت ضمن فريق البحث الذي قام بهذا الاكتشاف، إن هذه الدراسة ـ التي نشرت في المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة ـ ستساعد الباحثين على فهم أصل وتطور مرض السرطان وأمراض أخرى في المجموعات السكانية القديمة. وأضافت بأن "الملوثات الحديثة ليست بالضرورة وحدها المسؤولة عن ذلك.. فلربما تكون العوامل الوراثية أو الملوثات في العالم القديم هي السبب أيضًا في (الإصابة) بمرض السرطان."
ويقول كارلوس بريتس، طبيب الأشعة في مركز التصوير الطبي المتكامل (IMI)، وهو مركز طبي خاص في لشبونة: "أعتقد بأن هذا الاكتشاف الذي توصلنا إليه يعتبر ـ بدرجة كبيرة ـ إضافة إلى فكرة أن مرض السرطان لم يكن شيئا نادرًا تمامًا في الماضي، لكنه كان فقط من الصعب للغاية اكتشافه في الرفات القديمة."
وتُعتبر هذه الحالة هي ثاني أقدم حالة إصابة بسرطان البروستاتا في العالم يتم اكتشافها. أما أول حالة تم اكتشافها في العالم على الإطلاق، فكانت في هيكل عظمي لأحد الملوك في روسيا، ويعود تاريخها إلى 2700 عام. وأوضحت سليمة إكرام أن السرطان أصبح أكثر تفشيًا ببساطة في عصرنا الحالي الذي نعيشه؛ لأن أعمار الناس أصبحت تمتد لفترات أطول مما كانت عليه سابقًا، فضلاً عن التغييرات التي حدثت في نمط الحياة، والتي واكبت مجيء العصر الصناعي.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إخضاع المومياوات المصرية الثلاث الموجودة في المتحف الوطني للآثار في لشبونة للتصوير المقطعي بالأشعة السينية باستخدام الكمبيوتر (CT). واتفقت إكرام وبريتس على أنه كان من الممكن التوصل إلى هذا الاكتشاف في وقت سابق، لكن غياب التمويل اللازم، وعدم الاهتمام بهذا الأمر أدَّيَا إلى عدم إجراء فحص للمومياوات بالأجهزة الحديثة. وأوضح بريتس أن "عددًا كبيرًا من حالات الفحص المقطعي للمومياوات ـ التي نشرت نتائجها في السابق ـ كانت تستخدم أجهزة قديمة."
وقد استخدم الباحثون التصوير المقطعي المحوسب متعدد الكواشف ذي الحساسية العالية لفحص المومياوات بصورة أكثر دقة مما كان ممكنًا من قبل، واكتشفوا آثار ورم خبيث في إحداها. واستغرق الأمر من الفريق ما يزيد قليلاً على عامين، للانتهاء من الدراسة.
وقال بريتس: "كان لدينا بعض الصعوبة في الحصول على الأموال، من أجل عملية النقل المتخصص للمومياوات". وتم أخيرًا التعاقد مع فريق متخصص لنقل المومياوات من المتحف وإليه، وداخل وحدات الأشعة.
وكانت عيِّنة العظام التي تم اكتشافها في عدة آفات عظمية كثيفة صغيرة ودائرية، تتمركز بصورة أساسية في منطقة العمود الفقري والحوض والأطراف؛ مما يشير إلى وجود حالة إصابة بسرطان البروستاتا.
وأضاف بريتس قائلاً: "هذا أمر نادر للغاية، وأول حالة تشخيص للأورام في مومياء ملفوفة، بدون استخدام أساليب اختراق أنسجة الجسم."
doi:10.1038/nmiddleeast.2012.27
Prates, C. et al. Prostate metastatic bone cancer in an Egyptian Ptolemaic mummy, a proposed radiological diagnosis. International Journal of Paleopathology 1(2), 98-103 (2011) doi:10.1016/j.ijpp.2011.09.002
تواصل معنا: