ظهور أعداد من السلاحف المقطوعة الرأس والمضروبة جرفتها الأمواج إلى شاطئ بحيرة شمالي مصر يدفع مجموعات حماية البيئة والفرق الحكومية للبحث عن إجابات لما يثار من أسئلة حول أسباب الظاهرة.
محمد يحيى
تم العثور على ما يزيد عن ثمانين سلحفاة بحرية، معظمها من نوع السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض أوالسلاحف ضخمة الرأس، بعد أن جرفتها الأمواج على شاطئ بحيرة بردويل في شهر أكتوبر الماضي، ووجدت بعض هذه السلاحف وقد قطع رأسها أو تعرض للسحق بواسطة أدوات غير حادة، كما وجدت بعض السلاحف مريضة مع الاشتباه بتعرضها للتسمم.
"لقد أدركنا أن هذه السلاحف الأربعة والثمانين النافقة قد أحصيت في منطقة صغيرة، وليس في كل البحيرة، وعدد السلاحف النافقة قد يكون أكثرر من ذلك بكثير".. هذا ما يقوله نور نور، المدير التنفيذي للجمعية المصرية لحماية الطبيعة، وهي منظمة غير حكومية تعنى بشؤون البيئة، وواحدة من عدة مجموعات مستقلة قامت بزيارة البحيرة لتكتشف المزيد من حوادث النفوق التي تم الإبلاغ عنها.
وتابع نور: "ادعى بعض الصيادين أن صيادين آخرين قاموا بحقن الأسماك التي تأكلها السلاحف بمادة سامة لاستهداف السلاحف ضخمة الرأس.. نحن مازلنا بانتظار النتائج".
لقد درس الفريق المنطقة التي وجدت فيها السلاحف والتقى مع الصيادين المحليين ومسؤولي الحكومة المنوط بهم أمر حماية المنطقة والتي يرجع قسم منها إلى محمية طبيعية في شمال سيناء.
ووجدت سلحفتان مريضتان وأرسلتا إلى مختبرين، لكنهما نفقتا قبل التمكن من إجراء الفحوص اللازمة، ويحتاج الباحثون للإمساك بسلحفاة حية للتأكد مما إذا كانت قد تعرضت بالفعل للتسمم.
ويقول مجدي علواني، المتخصص في علم البحار بجامعة السويس والذي زار البحيرة: "إننا نحاول الآن العثور على عينة حية أخرى لإجراء اختبارات وافية للتأكد من وجود آثار مواد سامة فيها".
تغير التنوع البيولوجي
نادراً ما شوهدت السلاحف ضخمة الرأس -التي تصنف من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) كنوع مهدد بالانقراض- في هذه البحيرة.. على أي حال فالتغيرات الحديثة التي لحقت مؤخرا بالتنوع البيولوجي في البحيرة المالحة أدت إلى ازدياد عددها.
ويتابع علواني: "لقد بدأ بعض المقيمين في المنطقة بإلقاء الإطارات المستعملة في البحيرة، وأدى هذا لخلق حاجز صناعي سبب ارتفاع عدد الجمبري وسرطان البحر اللذين يمثلان الغذاء المفضل للسلاحف ضخمة الرأس".
من المعروف أن السلاحف تتغذى على الأسماك الصغيرة، وذلك جعلها منافسا للصيادين المحليين، كما يمكن السلاحف أن تمزق شباك الصيادين. عشرة أمتار من الشباك المستخدمة من قبل الصيادين المحليين قد تصل تكلفتها إلى 1000 جنيه مصري (165 دولاراً أمريكاً).
ويؤكد نور نور: "يجب أن نضع في الاعتبار أن الصيادين ليسوا هم الشر، والسلاحف لا تمثل قيمة اقتصادية مهمة لهم، وأقلية منهم اعترف بقتل السلاحف. بالنسبة لهم، السلاحف هم الدخلاء".
ويقول مجدي العلواني: "إن الصيادين لا يعلمون الأنواع المهددة بالانقراض ولا القوانين التي تحكم ذلك"، ويرى أن الحكومة لم تفعل ما يكفي لحماية السلاحف، موضحا أنه "لدينا قوانين تمنع قتل الأنواع المهددة بالانقراض ولكن لا يتم فرضها خاصة بعد الثورة.. نحن لا نلوم الصيادين، ولكن يجب القيام بمبادرات لرفع وعيهم، وهذا شيء مكلف للغاية وليس لدينا ميزانية"
أرسلت وزارة الدولة لشؤون البيئة المصرية فريقا لتحديد سبب الوفاة، ولكن لم ينته بعد من كتابة تقرير ولم يتوصل لنتائج حتى الآن.
تواصل معنا: