تمثيل منخفض للعرب في حفل لنداو للحاصلين على جوائز نوبل
نشرت بتاريخ 25 يوليو 2013
الباحثون الشباب من العالم العربي يخسرون فرصة الاختلاط مع حاملي أعلى المراتب العلمية.
أشرف أمين
باحثان عربيان فحسب حضرا حفل جوائز نوبل هذا العام في لينداو، الذي يمثل -بالنسبة لكثير من العلماء من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- فرصة لا تعوّض للتواصل والاتصال مع نظرائهم الدوليين.
انضمّ الباحثان، وهما مصريان، إلى 625 من طلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا من مختلف أنحاء العالم، في حين شهدت البلدان النامية - مثل الصين والهند وباكستان - زيادة في أعداد ممثليها في الاجتماع الذي عُقِد في المدينة الألمانية هذا الشهر.
في عام 2011 كان هناك 12 مشاركا عربيا، ويرى النقّاد أن هذا الانخفاض مؤشّر على ضعف الترابط بين القائمين على قطاعات الأبحاث العربية.
قال محمود الصباحي - مدير مركز أسيوط الدولي للطب النانوي في مصر، وأحد الباحثَيْن العرب اللذيْن حضرا الحفل: "إننا نفتقر إلى النظام الذي يربط بين صانعي القرار وأساتذة الجامعات والباحثين الشباب".
يوحي الصباحي بأن المشكلة الرئيسية هي غياب التواصل بين الباحثين، مما يعني أن أهمية المؤتمر – وهو منتدى يهدف إلى التقاء العلماء الناشئين بـ34 عالما حائزا على جائزة نوبل والاستماع إليهم- لا يتم نقلها للباحثين الشباب.
يوافق أحد منظّمي المؤتمر على هذا الطرح. يقول وولفجانج شورر -رئيس مؤسسة لينداو لاجتماعات حاملي جائزة نوبل، ونائب رئيس مجلس اجتماعات لينداو لجوائز نوبل-: "لسوء الحظ يبدو أن بعض الأساتذة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشغولون جدا ولا يمكنهم استثمار الوقت لترشيح الباحثين الشباب واختيارهم لكي يأتوا إلى اجتماعات لينداو".
"ويبدو أيضا أن العلاقة بين وزارات العلوم والجامعات والباحثين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست فعالة كما ينبغي".
وأشار شورر أيضا إلى الاضطرابات الإقليمية الحالية التي تعوق فرص العمل التعاوني.
غياب الاهتمام
يبدو أن بعض الأساتذة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشغولون جدا ولا يمكنهم استثمار الوقت لترشيح الباحثين الشباب واختيارهم.
تقول مروة رجب -ممثلة العرب الثانية في لينداو، وهي اختصاصية الكيمياء التحليلية في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية-: إن ترشيحها للحضور جاء من مكتب الإدارة في جامعتها.
"لم يكن هناك أي إجراءات للاختيار. كل ما كان عليّ عمله هو ملء بعض الوثائق التي تثبت أنني مؤهّلة للحضور"، كما تقول.
تقول مروة: إن العديد من زملائها لم يبدوا أي اهتمام؛ لأن هذا الحفل لا يعتبر مؤتمرا مفيدا لتحسين فرص الترقية.
يقول شورر: إن مجلس لينداو وجّه مؤخرا دعوة لوزيري البحث العلمي في مصر والجزائر، لكنهما لم يحضرا. كما رُفِضَت أيضا الدعوات التي وُجِّهت لأساتذة من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (KAUST) في المملكة العربية السعودية.
هناك العديد من المنظمات التي تقدم التمويل للباحثين لحضور الاجتماع، ولكن العرب نادرا ما يتقدمون بطلب، وهذا يعني أن التمويل عادة ما يذهب إلى بلدان أخرى.
يأمل شورر أن القصص التي ستوردها نيتشر عن لينداو ستحفّز الاهتمام الإقليمي بالمؤتمرات. ويحاول المنظّمون أيضا الاتصال بالشركاء، مثل مكتبة الإسكندرية في مصر ومهرجان أبو ظبي للعلوم؛ لترجمة محتوى هذه الاجتماعات إلى اللغة العربية لزيادة انتشارها الإقليمي.
تواصل معنا: