تمكّن العلماء من وضع تسلسل الجينوم لنوع من أكثر رموز المناظر الطبيعية العربية انتشارا ومن أقدم الأشجار المزروعة في العالم؛ ونعني به أشجار نخيل التمر (Phoenix dactylifera L)، التي يمكن أن تظل مثمرة لأكثر من 100 سنة، ولقد أدت دورا اجتماعيا اقتصاديا مهما منذ زراعتها في المنطقة الممتدة بين نهري الفرات والنيل.
قام فريق من الباحثين من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع معهد بكين للجينوم، استنادا إلى عمل سابق قام به من قبل فريق بحوث قطري، بوضع التسلسل لأكثر من 90٪ من جينوم مجموعة متنوعة ومهمة من نخيل التمر الذي يطلق عليه اسم "خلاص".
النتائج التي توصلوا إليها و نُشرت في مجلة نيتشر كُميُنِكيشنز Nature Communications، أضافت إلى نسخة سابقة من تجميعات جينومية لهذا النوع النباتي الخشبي. وباستخدام التسلسل الحراري pyrosequencing –وهي طريقة جديدة نسبيا لوضع تسلسل الحمض النووي DNA– قرّر الباحثون أن تمر الخلاص لديه حوالي 41,661 جينا يقدر طولها بـ 671.2 مليون زوج أساسي (Mb).
سعت تحليلات الباحثين إلى مقارنة مجموعة جينوم نخيل التمر P. dactylifera بتلك التي تعود إلى ثلاثة أصناف أخرى مختارة (عجوة، وفحل، وسكري) لوضع أسس التنوّع الجيني. كما استخدموا بيانات الحمض النووي الريبي RNA لتوضيح استقلاب السكر الفريد من نوعه لنخيل التمر، والذي يملي تعليمات تطور ثمارها ونضجها.
سيشكّل التسلسل الجينومي الكامل تقريبا لنخيل التمر إضافة إلى معرفتنا بالنخيل، وسيسهم في الجهود الرامية إلى تحسين عائد الأنواع وجودة ثمارها.
تواصل معنا: