فيروس شلل الأطفال يسرّع إطلاق حملة تطعيم جديدة في مصر

بدأت وزارة الصحة والسكان في مصر بإطلاق حملة جديدة للتطعيم ضد شلل الأطفال إثر اكتشاف وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في القاهرة في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2012.

وأدى الكشف عن وجود الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي، ضمن إطار الترصّد البيئي الروتيني ، لإثارة مخاوف من عودة شلل الأطفال إلى مصر. ولكن حتى الآن لم يتمّ العثور على حالات شلل الأطفال منذ عام 2004 ، استناداً إلى ما أدلت به نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية (WHO) في مصر.

تابعت القصير: "بعد إرسال العينات إلى المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومقرّها أتلانتا لإجراء التسلسل الجيني، تم التمكن من تتبعها إلى فيروس شوهد آخر مرة في الباكستان."

تقوم الوزارة باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، على حسب قول عمرو قنديل، رئيس قسم الأمراض الوقائية والمتوطنة في وزارة الصحة والسكان: "لقد أطلقنا حملات للتوعية والتطعيم الإلزامي في الأحياء التي وجد فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي التابعة لها. إننا نسعى للوصول إلى كل الأطفال، بمن فيهم أولئك المنتمين إلى جنسيات أخرى ممن يعيشون في مصر، للتأكد من تلقيهم جميعاً للقاحات المناسبة بمساعدة من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف."

ومن المقرر إطلاق حملة تطعيم أخرى لتصل إلى 160,000 طفل في المناطق المجاورة من 3 الى 7 فبراير (شباط) 2013. وستتلوها حملة أخرى تغطي منطقة القاهرة الكبرى لتأمين الحماية لحوالي 3 ملايين طفل تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات بحلول نهاية شهر مارس (آذار). وفي وقت لاحق من هذا العام، ستطلق الوزارة حملتها السنوية الوطنية الشاملة والتي ستصل كلفتها 35 إلى مليون جنيه مصري (5,26 مليون دولار أمريكي).

ويؤكد قنديل أن الفيروس ربما يكون قد وجد طريقه إلى شبكة مياه الصرف الصحي من شخص كان قد أمضى بعض الوقت في الباكستان حيث أصيب بعدوى هذا الفيروس.

يقول قنديل أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على فيروس شلل الأطفال في مصر من خلال الترصّد البيئي الشهري المستمر لـ34 موقعاً على امتداد مساحة مصر. في عام 2005، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن وجود فيروس شلل الأطفال البري في إحدى العينات. وفي عام 2008، وُجدت عينتان من فيروس شلل الأطفال يرجع أصلهما إلى جنوب السودان والهند. وكانت آخر مرة وجد فيها الفيروس من عينة من مدينة أسوان في جنوب مصر في عام 2010.

الآن وبعد الاكتشاف الذي تمّ مؤخراً لفيروس شلل الأطفال، سيتم جمع العينات كل أسبوعين بدلاً من كل شهر من المواقع الخمسة التي تم تحديدها في القاهرة.

كان شلل الاطفال مرضا متوطناً في مصر لآلاف السنين. فقد تم العثور على مومياوات مشلولة بسبب الفيروس، كما يوجد حجر أثري يرجع إلى ما قبل 3000 سنة يصف رجلاً مصاباً بالشلل. وقد تمكنت أخيراً الحملات المكثفة التي أجريت عام 2002 للقضاء على الفيروس بمساعدة ودعم مبادرة منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من العالم من تحقيق هدفها، وأصبحت مصر خالية من المرض بحلول عام 2004. وما زال شلل الأطفال مرضاً متوطناً في كل من الباكستان وافغانستان ونيجيريا.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.