دليل جديد على انتقال متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
نشرت بتاريخ 9 أكتوبر 2013
دراسة تشير إلى أن انتقال الفيروس أكثر تعقيدا مما كان يُعتقد في السابق.
حازم ذهني
يشير الباحثون إلى أن الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، والذي أثار مخاوف من حدوث وباء إنفلونزا جديد، قد يسبب العدوى البشرية عن طريق سلاسل نقل متعددة.
في دراسة جديدة نشرت في دورية "لانسيت"، حلل باحثون من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية جينومات (MERS-CoV) المأخوذة من 21 مريضا، راسمين صورة أكثر دقة لتطور الفيروس وانتشاره الجغرافي .
وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فقد تَسَبّب MERS-CoV بإصابة 130 شخصا، اعتبارا من الأسبوع قبل الماضي، 58 إصابة منها كانت قاتلة. تمّ الإبلاغ عن ما مجموعه 108 من هذه الحالات في المملكة العربية السعودية وحدها، في حين توزّعت باقي الإصابات بين الأردن وقطر والإمارات العربيّة المتّحدة وتونس وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة.
لم تسْعَ الدراسة الأخيرة لإيجاد منشأ الفيروس، ولكنها قدّمت أدلة تشير إلى أن أنماط انتقاله أكثر تعقيدا مما كان يُعتقد سابقا، وربما كانت تنطوي على انتقال العدوى من عدد من الحيوانات إلى البشر.
ربط الباحثون المواقع الجغرافية للمرضى المدروسة حالاتهم –وجميعهم كانوا في المملكة العربية السعودية عند حدوث الإصابة بالعدوى- مع مستوى الفروق الوراثية المُشاهَد بين الجينومات.
وقد لاحظوا وجود اختلافات كبيرة في جينومات الفيروسات التي خضعت للتحليل. وكانت هذه الاختلافات أكثر تميّزا من كونها ناتجة فقط عن أخطاء النسخ المتماثل فيما لو كان الفيروس قد انتقل فقط من إنسان إلى آخر. ويبدو -بدلا من ذلك- أن السلالات المختلفة من الفيروس قد نشأت من انتقاله عدة مرات من الحيوان إلى الإنسان.
وتشير النتائج أيضا إلى أن الفيروس يتركّز في الرياض، مع انتقال حالات معزولة فقط إلى مناطق أخرى.
إن التأكيدات التي يمكن استخلاصها من البيانات محدودة؛ نظرا للعدد القليل نسبيا من الجينومات التي تم تحليلها في الدراسة. فقد تم التوصل إلى وضع 30– 50% فقط من التسلسل الوراثي لأربعة جينومات من أصل واحد وعشرين.
"إننا نقوم بتضخيم ووضع التسلسل الجينومي للفيروسات المأخوذة من المرضى مباشرة"، يوضح ماثيو كُتُن، من معهد سانجر، المؤلف الرئيسي للدراسة. ويضيف قائلا : "إذا كانت عينة المريض تحتوي على كميات ضئيلة من الفيروس، فلن نتمكن من الحصول على جينوم كامل". ويواصل الباحثون العمل مع وزارة الصحة السعودية لوضع التسلسل الجينومي للفيروس.
يقول إيان جونز -عالم الفيروسات في جامعة ريدينج في المملكة المتحدة-: "إن هذه الدراسة تدعم بشدّة الرؤية العامة بأننا أمام حالة عدوى عرضية حيوانية المنشأ –مباشرة أو غير مباشرة، عن طريق الأغذية الملوّثة مثلا- غير معروفة المصدر، وبالتالي فإن حالات الانتقال المتعددة من الحيوان الناقل إلى الإنسان ليست بالأمر غير المتوقع".
ولكن، في حين يوافق جونز على أن الانتقالات المتعددة من الحيوان إلى الإنسان تطابق الأنماط الملاحظة للعدوى، فإنه يلحظ أن العلماء ليسوا أقرب الى معرفة مصدر الفيروس.
الخفافيش هي إحدى الناقلات الموضوعة في الاعتبار على الرغم من تشكيك العلماء في أنها تصيب الناس بشكل مباشر. ومن المعروف أيضا أن الإبل تُصاب بعدوى هذا الفيروس، أو بفيروس قريب جدا منه، وقد تم الإبلاغ عن وجود اتصال مباشر أو غير مباشر بين عدد كبير من الأفراد المصابين بالعدوى والإبل.
في الوقت الحالي، حيث من المُتوَقّع اجتماع ملايين البشر في مكة المكرمة هذا الشهر في موسم الحج السنوي، اعْتُبِرت إمكانية حدوث الوباء في الحد الأدنى.
"إن الإمكانية المنخفضة المقترحة لانتقال العدوى من إنسان لإنسان بعيدة الاحتمال جدا"، حسب جونز، "ولكننا فعلا بحاجة إلى مزيد من البيانات لاستبعاد هذا الاحتمال تماما".
doi:10.1038/nmiddleeast.2013.176
Cotten, M. Transmission and evolution of the Middle East respiratory syndrome coronavirus in Saudi Arabia: a descriptive genomic study. The Lancet (2013) doi:10.1016/S0140-6736(13)61887-5
تواصل معنا: