نشرت بتاريخ 27 أكتوبر 2013
من المتوقع أن تزداد نسبة الإصابة بالسرطان في الشرق الأوسط أكثر من أي جزء من العالم، إلى أن تتضاعف خلال العقد المقبل. ولقد تم ربط كل من نمط الحياة والأنظمة الغذائية المتّبعة في المجتمعات الغربية، وازدياد المدخنين بين الشبَّان، والبدانة، وازدياد معدّل انتشار عدوى التهاب الكبد C، والتلوّث الصناعي والزراعي، بحسبانها عوامل مسهمة في هذا التحوّل المثير للقلق.
ولمواجهة السرطان بطريقة فاعلة، هناك حاجة لمقاربة متعددة الوجوه تتعامل مع الوقاية من السرطان، وإتاحة الحصول على العلاج، وبحوث من النوع الذي يمكنه أن يؤدّي إلى فهم أفضل للمرض، ويقدم علاجات متطورة. ولكنّه يحتاج أيضا إلى إصلاح سياسي؛ لكي تتمكّن البلدان من تسجيل ما يحدث في مناطقها بدقة.
أحد التحدّيات الخاصة برامج الكشف المبكر عن السرطان. فمثلا، ارتفع عدد الأشخاص المصابين بالسرطان في الجزائر خلال السنوات الخمس الماضية ليبلغ معدّله 50٪. ومع ذلك فهناك 30٪ فقط منهم في مرحلة مبكرة من السرطان، في حين أنه غالبًا ما يراجع البقية طبيبًا عندما يكون الوقت قد تأخر للعلاج (اقرأ: أزمة السرطان في الجزائر).
وبشكل مماثل، تُكتشَف أكثر من 65٪ من حالات سرطان الثدي في الأردن ومصر وسوريا والسودان في مراحلها المتقدّمة، أي عندما تكون المريضة قد أصبحت غير قابلة للعلاج الجراحي (اقرأ: محاربة عدو متعاظم). ولكن حتى لو استمر تحسّن برامج الكشف عن السرطان، فإمكان الحصول بالفعل على أفضل الأدوية يشكّل حاجزا آخر يجب التغلّب عليه، وهو حاجز أكثر ارتفاعا في دول شمال أفريقيا مقارنة بدول الخليج العربي.
في حين لا تقتصر هذه العقبات على الشرق الأوسط، فأحد الأعباء الإضافية التي تواجه المنطقة هو إمكان انتشار نوع أكثر عدوانية من سرطان الثدي، نوعٌ يبدو أنه يصيب النساء في سنّ أصغر (اقرأ: النساء العربيات يعانين سرطان الثدي الأكثر عدوانية).
فعلى سبيل المثال، يتم تشخيص نحو 50٪ من حالات سرطان الثدي في الشرق الأوسط في عمر متوسطه 49– 52 سنة، مقارنة بمتوسط عمر قدره 63 سنة في البلدان الغربية (اقرأ: سرطان الثدي لدى الشابات العربيات: هل هناك فروق إثنية؟).
وتحتلّ البحوث موقعا محوريا من فهم هذا المرض. إن توافر مرافق كتلك الموجودة في مركز القاهرة للأورام، الذي شارك في العديد من التجارب السريرية الدولية، أمر ذو أهمية حاسمة. والعمل الجاري في معهد بحوث الطب الحيوي في قطر، مثل فهم العلاقة بين السرطان والسكري من النوع الثاني، هو مثال آخر (اقرأ: دراسة وراثية قد تجلب الإنذار المبكر لمرضى النوع الثاني من السكّري).
ولكن تبقى المقاربة الفعالة للموضوع أمرا يكاد يكون مستحيلا إلى أن يعرف الباحثون تماما ما الذي يواجهونه. وللتمكّن حقا من إنقاص إمكان حدوث المرض، فبلدان الشرق الأوسط بحاجة لتضافر الجهود من أجل وضع سجلّات موثوقة، ورفع مستوى الوعي في المجتمعات، وتشجيع البحوث الإقليمية.
تحقيقات وتعليقات:
محاربة عدو متعاظم
سرطان الثدي لدى الشابات العربيات: هل هناك فروق إثنية؟
أخبار:
دراسة وراثية قد تجلب الإنذار المبكر لمرضى النوع الثاني من السكّري
أزمة السرطان في الجزائر
مضغ القات والسرطان: مبيد حشرات أم ورقة نبات؟
إعادة النظر بسرطان المبيض
أضواء على البحوث:
النساء العربيات يعانين سرطان الثدي الأكثر عدوانية
الالتهاب يعزّز الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
جين مثبّط لسرطان الثدي يؤثّر على صحة القلب
تواصل معنا: