عدم تجاوب السياسات الحكومية تجاه الارتفاع المنذِر في عدد الإصابات.
توفيق بوقعدة
تشير آخر الأرقام إلى ازدياد عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض السرطان في الجزائر بنسبة 50٪ في السنوات الخمس الماضية. وقد أشارت دراسة أجرتها وزارة الصحة في البلاد إلى حدوث 44,000 حالة جديدة سنويا، مما يجعل السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في البلاد.
ما لم توضع الوقاية من السرطان على قائمة الأولويات، فقد يرتفع هذا العدد باطّراد على مدى السنوات الثلاث المقبلة، استنادا إلى كامل بوزيد، رئيس وحدة الأورام في مستشفى مصطفى باشا في الجزائر العاصمة. وقد قال إن ثمة نقص في البيانات الدقيقة عن المرضى الذين يعانون السرطان، مما يجعل استراتيجيات مكافحته صعبة.
بالإضافة إلى الخطط طويلة الأجل، أشار إلى أن الجزائر بحاجة إلى تحسين علاج الاستجابة الفورية من أجل خفض عدد الوفيات، بالإضافة إلى تحسين وضع الأفراد المتعايشين مع المرض. "هناك 30٪ فقط من الحالات التي يتم العثور عليها في المراحل المبكرة من المرض، أما الباقي فيرون الطبيب فقط بعد فوات أوان الجراحة، وكل ما يمكننا القيام به هو السيطرة على الألم".
فشل الدولة
حميدة الكاتب، رئيس جمعية شعاع الأمل، التي تقدم خدمات دعم لمرضى السرطان، تعزو أسباب "أزمة السرطان" الحالية إلى عدم وجود مختصين بالأورام في المستشفيات العامة، وكثير منهم -كما تقول- يغادر البلاد أو يفتح عيادات خاصة. وتشير حميدة الكاتب أيضا إلى نقص حاد في معدّات العلاج الإشعاعي. "كثيرا ما يضطر المرضى للانتظار أكثر من سنة لتلقي العلاج، ولكن السرطان لا ينتظر. كثير من الناس يموتون وهم ينتظرون دورهم للعلاج بالأشعة".
تقول "الكاتب": إن هناك ستة مراكز فقط لعلاج السرطان في جميع أنحاء البلاد، وهي تستطيع تحمل أعباء العناية بـ26,000 مريض سنويا. كما أن التكنولوجيا والمعدات الموجودة في المراكز قديمة هي الأخرى ولا يمكن الاعتماد عليها. وكانت الحكومة قد أعلنت عن خطط لإنشاء 22 مركزا جديدا للعلاج الإشعاعي مزودا بأحدث المعدات بحلول يونيو 2013، ولكن هذه المراكز ما زالت بحاجة للبناء.
يقول بوزيد إن الزيادة السريعة للمرض خلال السنوات العشر الماضية -والتي يتوقع أن تصل إلى 300 حالة جديدة سنويا لكل 100,000 شخص في الجزائر– يرجع جزئيا إلى تغيُّر في النظام الغذائي الوطني. "لقد تغير النظام الغذائي للجزائريين بسرعة، مع ازدياد الوجبات السريعة واستخدام الملوّنات الصناعية والمواد المضافة، بالإضافة إلى زيادة التلوث الذي يؤثر على المحاصيل الزراعية وصيد الأسماك". إن عدم وجود أي مركز لأبحاث السرطان في الجزائر يعني أن أسبابه لم تختبر أو تدرس بشكل وافٍ.
تواصل معنا: