خاص: الاستفادة القصوى من بداية مبكّرة في بحوث الخلايا الجذعية
نشرت بتاريخ 27 نوفمبر 2013
محمد يحيى
مع اجتذاب العلم لاهتمام متجدد في عدة دول في العالم العربي، أصبحت بحوث الخلايا الجذعية تشكّل موضعا مميزا لتركيز جهود العلماء الإقليميين.
كان إصدار تشريع ديني من قبل العلماءالمسلمين يجيز استخدام الخلايا الجذعية الجنينية للبحوث الأساسية عاملا مؤثّرا في هذا الأمر. فالإذن بإجراء مثل هذه البحوث لم تكفله الأنظمة الحاكمة في العديد من الدول الغربية، مما جعل دول الخليج الغنية -مثل قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- مركزا جاذبا للباحثين الذين يسعون لإنجاز هذا النوع من البحوث.
لا يزال هناك العديد من القضايا الأخلاقية التي يجب تسويتها، كالجدل الدائر حول استنساخ الأجنة البشرية لأغراض البحث. وفي الوقت نفسه، لا تزال الدول العربية تصارع لوضع سياسات إقليمية موحدة لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة. بعد عدة سنوات من إطلاق الجهود الرامية إلى وضع مثل هذه السياسات، لا تزال معظم البلدان غير قادرة على الاتفاق بشأن مدونة أخلاقية لتنظيم بحوث الخلايا الجذعية. السياسات المتباينة تشكل حجر عثرة في طريق التعاون الناجح.
ومع ذلك، لا تمنع هذه العقبات الباحثين من المضي بسعيهم؛ حيث يحاول العديد منهم إثبات وجودهم سريعًا بوصفهم روّادًا عالميين في العلاج بالخلايا الجذعية، مركزين خاصة على الأمراض ذوات الصلة بالمنطقة. وقد حصل فريق صغير في مصر بالفعل على نتائج أولية إيجابية في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري لدى الفئران. كما أن قطر أيضا تشجّع باحثيها الشبّان ليصبحوا قادة المستقبل في هذا المجال.
ولكن، كما هي الحال في معظم المجالات البحثية الأخرى في المنطقة، ثمة ندرة في فرص التعاون. فالباحثون في لبنان، على سبيل المثال، يناضلون لاجتذاب التمويل، في حين أن دول الخليج -الأكثر ثراءً- تمتلك الأموال، ولكنها تفتقر إلى البحوث الواعدة التي تستحقّ التمويل.
في تعليق في Nature Middle East، حدّدت سامية خوري بالاشتراك مع علي بازرباشي -وهما باحثان في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت- العوائق الأخرى التي يتعيّن على الدول العربية معالجتها. يتوجب على روّاد العلم زيادة الوعي العام حول الانتشار الواسع للعلم الزائف، وإقناع الناس بأهمية البحوث الحقيقية للخلايا الجذعية والفوائد المتوخّاة منها، وبالتالي خلق موجة من التأييد الشعبي للتمويل والنقاش المفتوح.
فمن الواضح أن التشريعات الدينية، أو الفتاوى -التي أسهمت في إيجاد بيئة متسامحة تجاه أنواع من بحوث الخلايا الجذعية الجنينية، قد لا يتمكن العلماء من إيجادها في أي مكان آخر- ليست كافية. إن وجود عالم يسوده القانون قد يعطي الدول العربية إيذانا ببداية مبكّرة، ولكنه لن يكون كافيا لضمان التقدم.
ما يزال الباحثون في هذا الجزء من العالم بحاجة إلى بناء نواة علمية قوية، لا تزال كثير من الدول تفتقر إليها، ويجب أن يتعاونوا لتنسيق البحث. هناك بعض العلامات الإيجابية المبكّرة لهذا التعاون الفتيّ، كزيادة التمويل، وإعداد هيئات تنظيمية في عدد قليل من المعاهد. هذه التطورات الصغيرة مشجعة، ولكن الطريق ما تزال طويلة.
تواصل معنا: