نشرت بتاريخ 26 ديسمبر 2013
تعتزم الجزائر مشاركة برنامج الأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز (UNAIDS)؛ لبناء أول مركز لبحوث فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA).
اتَّخذ المركز الذي (أصبح) جاهزا للعمل (هذا العام) من مدينة تمنراست في جنوب الجزائر مقرًّا له. وسيجمع بين باحثين من أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة؛ للعمل على علاج فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والوقاية منه.
"سيكون عمل المركز ضروريا لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في هذه المنطقة من العالم"، وفق قول عادل زيدام، منسق برنامج الأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في الجزائر.
في أثناء إطلاق المركز في الشهر الماضي في الجزائر العاصمة، قال جمال ولد عباس -وزير الصحة الجزائري-: "سيحاول المركز اجتذاب أفضل الباحثين العاملين على الوقاية والعلاج، وسيركز على التبادل القوي للمعلومات، وعلى البحوث التعاونية".
يقول ميشيل سيديبي -المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز-: إن الحكومة الجزائرية قد تعهدت بتمويل المشروع بأكمله، باستثناء رواتب الباحثين، التي سيكون برنامج الأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز مسؤولا عنها. وقد اختيرت تمنراست موقعًا للمركز لأنها على مقربة من حدود الجزائر الجنوبية، التي يعبرها أشخاص من 48 جنسية أفريقية مختلفة في أثناء الهجرة عبر الجزائر إلى أوروبا.
تزايد الأعداد
بتوفر بيانات أكثر دقة سنكون في وضع أفضل لمحاربة الفيروس.
في حين لا يزال انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط منخفضا نسبيا، وفقا للتقرير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2011، فإن المنطقة تتميز بثاني أسرع زيادة في عددالإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، ولا تسبقها إلا أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى. ازداد العدد التقديري لإصابات البالغين والأطفال الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية في المنطقة من 330,000 عام 2001 إلى 580,000 عام 2010. واستنادا إلى تقرير البنك الدولي الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز الصادر عام 2010، فإن هذه الزيادة تتركز بشكل رئيسي في المجموعات عالية المخاطر.
في السنوات الأخيرة، كثَّفت الجزائر من برنامجها للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز. فالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية متوفرة مجانا في 60 مركزا في جميع أنحاء البلاد. ومع ذلك، لا يزال عدد الإصابات الجديدة آخذًا في الارتفاع، وفقا لمعهد باستور في الجزائر؛ حيث ارتفع من 600 إصابة عام 2010 إلى 700 إصابة عام 2011، ويقدّر عدد الأفراد الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز بـ 5,500. يقول عثمان بوروبة -مدير منظمة إيدز الجزائر، وهي منظمة غير حكومية محلية تقدّم الدعم للأفراد الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز-: إن العدد قد يكون مرتفعا ليصل إلى 20,000 إصابة.
يرفض كثير من المصابين الخضوع للفحص أو تلقّي الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية؛ بسبب الوصم في الجزائر كما في بقية العالم العربي.
"سيكون مركز تمنراست مفيدا في تلبية احتياجات الأفراد الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز"، يقول بوروبة. "بالاضافة الى البحوث العلمية التي تجرى هناك، سيقوم بجمع معلومات مهمة حول انتشار المرض في الجزائر والمنطقة. وبتوفر بيانات أكثر دقة سنكون في وضع أفضل لمحاربة الفيروس".
تواصل معنا: