تقرير للأمم المتحدة يسلط الضوء على معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.. الآخذة بالارتفاع في الشرق الأوسط
نشرت بتاريخ 26 ديسمبر 2013
ندى مرعي
في عام 2011، وضع برنامج الأمم المتحدة المشترك لمواجهة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز (UNAIDS) هدفا لوقف انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز بحلول عام 2015. وقبل ذلك التاريخ بنحو 1,000 يوم، بقي تقرير UNAIDS في يوم الإيدز العالمي 2012 متفائلا ، مشيرا إلى انخفاض بنسبة 50% في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس التي سُجّلت في 25 بلدا، معظمها في أفريقيا.
ولكن الحال ليست كذلك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)؛ حيث يستمر عدد الإصابات الجديدة بالارتفاع في المنطقة التي يقطن فيها 300,000 شخص يتعايش مع فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز. في عام 2011، كانت هناك إصابات جديدة بلغت نسبتها 35% من الحالات الجديدة مقارنة بما كانت عليه قبل عقد من الزمان. ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية من 20,000 عام 2005 إلى 23,000 عام 2011. وتبقى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الوحيدة في العالم التي لم تسجل انخفاضا في عدد الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية .
لقد مررت العديد من الحكومات الوطنية قوانين تسمح بالتمييز ضد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز. فقد حظرت كل من عُمان والسودان واليمن والإمارات العربية المتحدة دخول المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز إلى أراضيها. وتطلب مصر وقطر من المقيمين الأجانب الذين يتقدمون بطلبات للعمل أو الدراسة لمدة أطول من 30 يوما تقديم سجلات طبية تفيد أنهم غير مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. وفي دول مجلس التعاون الخليجي الست، يجب أن يخضع العمال الوافدون لاختبارات فيروس نقص المناعة البشرية، وغالبا ما يوضع الذين تُشخّص لديهم العدوى في الحجر الصحي استعدادا لترحيلهم، وفقا للتقرير الذي صدر بالتزامن مع يوم الإيدز العالمي في 1 ديسمبر.
"لقد تأخرت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوصول إلى المجموعات المعرّضة للخطر، مما أدى إلى معدّل منخفض نسبيا من الأشخاص الذين يتلقون العلاج بمضاد الفيروسات القهقرية من بين الذين هم بحاجة إليها في الواقع"، استنادا إلى جاك مخباط، رئيس قسم الطب الباطني في كلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت. "على أي حال، كانت هناك زيادة كبيرة على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية".
وفقا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمواجهة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، فقد تضاعف تقريبا عدد الأفراد الذين حصلوا على علاج لفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 2009 و2011؛ حيث ارتفع من 8,700 إلى 17,000 مريض. ولكن 15% فقط من الأشخاص الذين يحتاجون للعلاج يحصلون عليه. كما أن أقل من عُشر النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية ممن يعشن في المنطقة تلقين أدوية لمنع انتقال عدوى الفيروس من الأم إلى الطفل.
"في دول مجلس التعاون الخليجي، أدرجت بروتوكولات مضادات الفيروسات القهقرية في بدايات العقد الماضي، وجرى توفير نظم علاجية مختلفة من الصف الأول والثاني والثالث بسرعة. أما البلدان الأخرى منخفضة الدخل في المنطقة، مثل لبنان، فلا تزال متمسكة بواحد أو اثنين من البروتوكولات العلاجية الأقدم، وتفوّت النظم البديلة"، يضيف مخباط: "العديد من الدراسات التي أجريت في لبنان تظهر مقاومة منقولة، ما يعني إمكانية فشل البروتوكولات الأساسية، وزيادة التهديد بانتقال المزيد من الفيروسات المقاومة".
يدّعي مخباط أن مواجهة الوصمة والتمييز اللذَين يلحقان بالمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز هو أفضل نهج لزيادة فرص حصولهم على الرعاية الصحية. التشخيص والتدبير العلاجي المبكران يمكن أن يساعدا على إنقاص خطر انتقال الفيروس من شخص ما، والحدّ من انتشار المرض في المنطقة. "إننا بحاجة إلى قوانين تحمي حقوق الأفراد بغضّ النظر عن ميولهم الجنسية، وتقديم الدعم والمعالجة لمتعاطي المخدّرات، بالإضافة إلى القيام بحملات توعية حول الأمراض المنقولة جنسيا".
تواصل معنا: