نشرت بتاريخ 24 مارس 2013
إن معظم المعلومات التي نعرفها عن نوع الطفيليات المسؤولة عن الملاريا الواسعة الانتشار في أفريقيا مستقاة من الدراسات البيولوجية للطفيلي ومن التعبير الجيني في خلايا الدم الحمراء البشرية في المختبر، إلا أن نوع الطفيلي الذي يسبب معظم حالات الملاريا خارج أفريقيا -وهو المعروف باسم المُتصوّرة النشيطة (Plasmodium vivax) ونوعاً مماثلاً أثبت أنه مميت في أجزاء من آسيا -وهو المعروف باسم المُتصوّرة النولسيّة (Plasmodium knowlesi) لا ينموان في خلايا الدم الحمراء البشرية المستزرعة، مما يعني أنه يتعيّن على الباحثين دراستهما في الثدييات العليا الحيّة.
وقد تم بالفعل تشكيل فريق من الباحثين يقوده علماء من المعهد الوطني للبحوث الطبية في المملكة المتحدة (NIMR)، ومقره لندن، ومن ضمنه د.أرنب باين من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) في ثول بالمملكة العربية السعودية. وربما يكون هذا الفريق قد تمكّن من جعل دراسة المتصورة النشيطة والمتصورة النولسية أسهل بكثير عن طريق تطوير سلالات من المتصوّرة النولسية التي تنمو بنجاح في كريات الدم الحمراء البشرية المستزرعة.
بعد إنماء المتصوّرة النولسية في مزيج من كريات الدم الحمراء للقرد والمصل البشري، تم توزيع طفيليات الملاريا القردية على مجموعتين خلويتين منفصلتين، زرعت إحداهما في مزيج من كريات الدم الحمراء للقرد والإنسان. بعد ثمانية أشهر تم رفع كريات الدم الحمراء القردية من المزيج، لإتاحة المجال أمام الطفيلي القردي بالنمو في كريات الدم الحمراء البشرية حصرًا. وبعد عام تقريبا على وجودها في المزرعة البشرية، احتفظ الطفيلي القردي الذي تكيف ليعيش في الكريات الحمراء البشرية بقدرته على غزو كريات الدم الحمراء القردية والنموّ فيها بمعدلات مماثلة لتلك الحادثة في كريات الدم الحمراء البشرية. وبالإضافة إلى ذلك، كان الباحثون قادرين على التعامل مع جينات الطفيلي، ممهدين الطريق لإجراء الدراسة الوراثية.
يقول د.أرنب باين: "هذه الدراسة سوف تسلّط الضوء على الطريقة التي يتعرّف بها طفيلي الملاريا على كريات الدم الحمراء البشرية ويغزوها، ممهدة الطريقة لتصميم اللقاحات المضادة لغزو الطفيلي أو تصميم المركّبات الكيميائية التي يمكن أن تحاصر هذه العملية الحيوية في دورة حياة طفيلي الملاريا".
تواصل معنا: