تم تحديد إصابة بشلل الأطفال في العراق، آخر بلد في المنطقة يؤكد حدوث الإصابة بالفيروس منذ تفشّي المرض في سوريا التي تمزقها الحرب وانتشاره في المنطقة.
صوفي كزنز
أكَّدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن طفلاً غير مطعّم يبلغ عمره ستة
أشهر من سكان بغداد قد أصيب بشلل الأطفال. وهي أول حالة للإصابة بالفيروس
تحدث في البلاد منذ عام 2000.
أصيب الطفل -الآتي من الرصافة شمالي بغداد- بالشلل في 10 فبراير. ويشير
التسلسل الجيني إلى أن الفيروس الذي سبّب الإصابة كان أكثر ارتباطًا
بالنسخة الأصلية الموجودة في سوريا.
بدأت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في العراق في 6 أبريل، وهي أول حملة
وطنية شاملة منذ أكدت وزارة الصحة حالة الرصافة، وسابع حملة تطعيم تُطلق في
العراق منذ تفشي مرض شلل الأطفال في سوريا قبل خمسة أشهر. وتقدّر منظمة
الصحة العالمية أن معدلات التحصين الروتينية ضد شلل الأطفال في العراق قد
بلغت 70% في عام 2012.
"إن العثور مؤخرًا على إصابة بشلل الأطفال في العراق بعد غيابه لمدة 14
عامًا هو تذكير بالمخاطر التي تواجه الأطفال في الوقت الحاضر في جميع
أنحاء المنطقة"، كما تقول ماريا كاليفيس، المدير الإقليمي لليونيسيف في
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتابع: "لقد بات تعزيز برامج التطعيم
الروتينية الآن أكثر ضرورة؛ من أجل الوصول إلى كل طفل عدة مرات، والقيام
بكل ما في وسعنا لتطعيم الأطفال الذين لم نتمكن من الوصول إليهم في الجولات
السابقة".
وكرّر أوليفر روزنباور -المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية- مخاوف
كاليفيس. "يمكن لشلل الأطفال أن ينتقل مسافات كبيرة، وأن يعيد إحداث
الإصابة في مناطق خالية من شلل الأطفال. وقد أُجريت في العراق حملات تطعيم
من نوعية جيدة إلى حدّ ما، ومع ذلك تمكن هذا الفيروس من الوصول إلى غير
المطعّمين".
كما ظهرت مؤخرًا مخاوف من إصابة طفل في لبنان بالفيروس، بعد أن جاءت
نتيجة اختباره للشلل الرخو الحاد (AFP) إيجابية. وعلى الرغم من أن نتيجة
اختبار الطفل لشلل الأطفال جاءت سلبية، إلا أن البلاد لا تزال عرضة لخطر
عودة العدوى، استنادًا إلى روزنباور.
منذ أكتوبر الماضي، اسْتُكمِل إجراء 25 حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في
المنطقة كجزء من برنامج هو الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط. وقالت مصادر
اليونيسيف إن أعداد الأطفال الذين يتلقون التطعيم كان يتزايد مع كل جولة.
وتحذّر جولييت توما -المتحدثة الإقليمية باسم اليونيسيف- من أن
المنظمات الصحية ما زالت غير قادرة على الوصول إلى الأطفال الفارّين من
العنف في سوريا، ولا إلى أولئك الذين يعيشون تحت الحصار أو في مناطق النزاع
الشديد. "لا بدّ من الوصول إلى الأطفال الذين لم نصل إليهم بعد، فهذا هو
السبيل الوحيد لهزيمة شلل الأطفال"، كما تقول توما.
آني سبارو -طبيبة الأطفال التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا لها،
والمتخصصة في شلل الأطفال- وصفت تفشّي المرض بأنه "التحدي الأكبر" في تاريخ
القضاء على شلل الأطفال. وقالت سبارو إن كل ضحية مؤكدة يقابلها 200 شخص
على الأقل، أو ربما ما يصل الى 1000 حامل للفيروس وناشر له. وقد أكدت منظمة
الصحة العالمية حتى الآن وجود 37 حالة إصابة بشلل الأطفال في سوريا وحدها.
تواصل معنا: