نشرت بتاريخ 23 مايو 2014
تمكّن الباحثون من تحديد أجسام مضادة تحيّد فيروس الكورونا المسبب لمتلازمة
الشرق الأوسط التنفسية، وهذا كشف قد يُمكِّن من التوصل إلى علاج.
ويبدو أن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي ظهرت في المملكة العربية السعودية
قبل عامين، قد أصبحت أشدّ فوعةً في الأسابيع الأخيرة؛ فقد أكدت المملكة ارتفاعًا في
عدد الإصابات بلغ 143 حالة جديدة في أبريل وحده، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات
إلى 339.
قام واين مَراسكو وزملاؤه في معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، بالتعاون مع
فريق بحثي من جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هِلّ، بفحص مجموعة واسعة من الأجسام
المضادة البشرية، وحددوا سبعة منها ترتبط بالبروتين الشوكي1 لفيروس
كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
يتفاعل البروتين الشوكي في الأحوال الطبيعية مع المستقبلات السطحية للخلايا
المضيفة، سامحا للفيروس بالدخول حيث يمكنه التناسخ. وأظهر الباحثون أن الأجسام
المضادة السبعة التي حددوها تمنع هذا التفاعل عن طريق الارتباط بواحد من المواقع
الثلاثة المختلفة الموجودة ضمن المنطقة الرابطة لمستقبل البروتين الشوكي.
كما اختبروا كيفية تغيّر الفيروس عند تعرّضه للأجسام المضادة، كاشفين أن الطفرات
التي تتيح له تفادي الرصد من قِبل الأجسام المضادة هي نفسها التي أضعفت قدرته على
التناسخ.
وقام فريق بحثي آخر -يقوده ليوي جيانغ، من جامعة تسينغوا في بكين- باتباع
نهج مختلف. فقد تحرّوا مجموعة كبيرة من أجزاء الجسم المضادّ الموجودة على سطح
خلايا الخميرة. ثم استخدموا نوعًا منقى من البروتين الشوكي لفيروس كورونا المسبب
لمتلازمة الشرق الأوسط لتحديد جسمين مضادين وحيدي النسيلة يتفاعلان معه، وعزلوهما
بواسطة حبيبات مغناطيسية2.
وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الصحة السعودية أنها كانت تناقش مع شركات
الأدوية أمر تطوير لقاح ضد فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط . هذه
الدراسات الجديدة تمثل خطوة جديدة نحو تطوير علاج وقائي فعّال.
وقعت العديد من الإصابات المؤكدة أخيرا بين العاملين في مستشفيات الرياض،
عاصمة المملكة العربية السعودية. وفي الأسبوع الماضي أكدت الولايات المتحدة حدوث
أول إصابة فيها، وكان المريض -وهو سعودي عمل في أحد مشافي الرياض التي تستقبل مرضى
متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، في زيارة لأقاربه في ولاية إنديانا- قد أُدخل إلى
المشفى هناك، وهو يتماثل الآن للشفاء بشكل جيد. يذكر مَراسكو وزملاؤه أن دراستهم
"تقدّم إمكانية تطوير علاج مناعي يستند إلى أجسام مضادة بشرية وحيدة النسيلة،
وخاصة للعاملين في الحقل الصحي".
"هذه
النتائج تبدو واعدة، ولكنه من المستبعد جدا أن تجد هذه الأجسام المضادة طريقها إلى
الأسواق قريبا"، وفق قول إسلام حسين، المختص بالفيروسات في معهد ماساتشوستس
للتكنولوجيا. "ستكون هناك -على الأغلب- حاجة لمزيج من الأجسام المضادة للتغلب
على الطفرات الناشئة [التي] ستتملص من التحييد".
تواصل معنا: