وضع خرائط جينومية لسلالات بكتيرية في لبنان قد يؤدي لمعالجة أكثر استهدافًا
نشرت بتاريخ 16 يوليو 2014
الباحثون يضعون التسلسل الجينومي لسلالات بكتيرية للمرة الأولى مع تعاظم الخوف من المقاومة تجاه المضادات الحيوية.
صوفي كزنز
تمكن العلماء في لبنان من وضع التسلسل الكامل لجينوم البكتيريا المسببة لحالات عدوى الجلد وعدوى المستشفيات والأمراض التي تنقلها الأغذية، ويرون أن هذا الكشف يجب أن يساعد في الحدّ من انتشار المقاومة تجاه المضادات الحيوية في المنطقة.تقول سيما توكجيان - أستاذ الأحياء المجهرية المشارك في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) -: إن وضع الخرائط الجينومية سيتيح للأطباء تضييق طيف الأدوية المستعملة للعلاج، وبالتالي لجْم المقاومة تجاه المضادات الحيوية.وتتابع قائلة: "سنتمكن في المستقبل من الحدّ من ظهور المقاومة تجاه المضادات الحيوية وانتشارها، عن طريق تحديد أفضل النظم العلاجية بدلاً من اللجوء إلى العلاج التجريبي".قامت توكجيان وزملاؤها بتحليل 40 سلالة بكتيرية جُمِعت من المرضى في لبنان، ومن ضمنها المكوّرات العنقودية الذهبية، العقدية المقيّحة والإشريكية القولونية. وكان الهدف هو تحديد آليات المقاومة، وتحديد السلالات، وتحديد ما إذا كانت السلالات المسبّبة للمرض جديدة.تقول توكجيان: "من خلال وضع التسلسل الكامل للجينوم، وباستخدام الإجراء التجريبي نفسه بغضّ النظر عن نوع العامل المُمرِض، يمكنني وضع تسلسل كامل الجينوم في غضون يومين والحصول على لمحة مفصّلة". وتتابع أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها وضع تسلسل كامل لجينوم بكتيريا مأخوذة من مرضى محليين في المنطقة.ويقول دينيس راسل -من قسم علم الأحياء والكيمياء في الجامعة الأميركية في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة-: إنه في حين تم وضع التسلسل الجينومي للعديد من الكائنات الحية في السابق، فإن معرفة تسلسل الحمض النووي لسلالة معينة سيفرّق بين البكتيريا السامة وغير السامة في النوع نفسه."ستساعد معرفة تسلسل الحمض النووي الذي يرمّز بروتينات معينة على تحديد البروتينات الأساسية التي يمكننا أن نجد مواد كيميائية (كالأدوية أو المضادات الحيوية) تتمكن من محاصرتها، وبالتالي القضاء على البكتيريا"، وفقًا لقوله.يأتي وضع التسلسل وسط مخاوف من تزايد المقاومة تجاه المضادات الحيوية، كما أشارت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا في تقريرها العالمي عن ترصد مقاومة مضادات الميكروبات. " لقد بدأ اهتمام الحكومات في جميع أنحاء العالم يتزايد للانتباه إلى مشكلة خطيرة إلى درجة تهدّد إنجازات الطب الحديث"، كما جاء في التقرير. "إن العصر التالي للمضادات الحيوية، والذي يمكن فيه لحالات العدوى الشائعة والإصابات الطفيفة أن تكون قاتلة، بعيدٌ عن كونه خيالا مروِّعًا، بل هو احتمال حقيقي جدًّا للقرن الحادي والعشرين".يقول راسل إن الإفراط في وصف المضادات الحيوية في المنطقة لأمراض بسيطة يفاقم المشكلة. "قد يؤدي هذا إلى وجود أفراد يحتضنون سلالات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية".ويعترف التقرير بأن عدم وجود أنظمة للرصد في الشرق الأوسط يعني عدم كفاية البيانات المتاحة للتمكن من مكافحة المقاومة تجاه المضادات الحيوية ومضادات الميكروبات بشكل شامل. ويشير التقرير إلى الافتقار إلى تشريعات كافية في بعض الأماكن، وضعف تطبيق معايير النظافة في أماكن أخرى. إن التركيز على التناقض يعني أن القضية متغاضى عنها ومهمَلة.وتضيف توكجيان: إنها تأمل أن يؤدي بحثها إلى اتخاذ تدابير أفضل للسيطرة على الفاشيات في المنطقة. "إنها مشكلة كبيرة وخطيرة وليس بوسعنا حتى تقدير حجمها؛ نظرًا لغياب استمرارية الدراسات التي تستهدف هذا الجانب المهم"، كما تقول.
تواصل معنا: