نشرت بتاريخ 3 أغسطس 2014
زاد انتشار النوع الثاني من مرض السكري بشكل ملحوظ بين مجموعات الإسكيمو في غرينلاند. في محاولة لفهم العوامل الوراثية التي تهيئ هذه المجموعات للإصابة بالسكري، قام فريق من العلماء باستخدام تكنولوجيا الرقاقة الجينية من أجل وضع النمط الوراثي لما يقرب من 5% من سكان غرينلاند، ونشروا النتائج التي توصلوا إليها في دورية Nature 1 .
واكتشفوا تنوعا جينيا ذا تأثير شديد الوضوح، تؤدي وراثته من كلا الوالدين إلى رفع إمكانية الإصابة بمرض السكري إلى عشرة أضعاف.
عمد فريق البحث -الذي يضم جمانة الأعمى ويون وانغ من جامعة الملك عبد العزيز، جدة، المملكة العربية السعودية- إلى تحليل السمات المرتبطة بالنوع الثاني من السكري، مثل مستويات الإنسولين والجلوكوز بعد تناول الطعام، وربطوا بينها وبين بيانات الرقاقة الجينية فيما يتعلق بالاختلاف الجيني المرتبط بعملية الأيض.
لم يسبق ربط الاختلاف الذي اكتشفوه بمرض السكري لدى البشر. إنه يسبب إنتاج شكل مجتزأ وغير نشط من البروتين TBC1D4. هذا البروتين ضروري لنقل الجلوكوز بشكل سليم في خلايا العضلات؛ وبغيابه تصبح العضلات مقاومة للإشارات التي يعطيها الإنسولين .
هذا الاختلاف يحمله 23% من مجموعات الإسكيمو، ومن المقدر أنه يسهم في أكثر من 10% من حالات النوع الثاني من مرض السكري في الجزيرة. ولم يتضح بعد ما إذا كان ظهور هذا الاختلاف ناجمًا عن تكيّف المجموعات التي كان نظامها الغذائي تاريخيا يتصف بشدة انخفاض الكربوهيدرات وشدة ارتفاع البروتين والدهون، أم هو ناتج عن الانجراف الجيني.
إن الاكتشاف الناجح لاختلاف وراثي ذي تأثير كبير كهذا يدل أيضًا على أهمية وقوة دراسات الارتباط الجيني بالمجموعات السكانية المنعزلة وأقاربها.
"إننا نؤمن يقينًا بأن إجراء دراسات مماثلة على مجموعات سكانية منعزلة أخرى قد تكون مثمرة"، كما يوضح توربن هانسن، من جامعة كوبنهاغن، الذي قاد فريق البحث إلى جانب أندرس ألبريختسن، ويضيف: "قد تكون المجموعات السكانية في الشرق الأوسط ذات أهمية خاصة؛ نظرًا للارتفاع النسبي في زواج الأقارب".
تواصل معنا: