نشرت بتاريخ 4 سبتمبر 2014
قام فريق بوضع تسلسل جينوم الخُلد (الفأر الأعمى) الذي يعيش تحت الأرض، وهو نموذج ممتاز لدراسة التكيّف الوراثي للثدييات مع ضغوط الحياة تحت الأرض.
يعيش الفأر الأعمى (الخُلد، أو Spalax galili)، في جحور تحت الأرض؛ لحماية نفسه من الحيوانات المفترسة والتغيرات المناخية. وبسبب مكان سكنه، فقد تكيّف مع الظلام، وانخفاض مستويات الأكسجين، وارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة التعرّض للعوامل الممرضة، وارتفاع حاجته للطاقة من أجل الحفر.
قام فريق من الباحثين الدوليين -بما في ذلك جون وانغ، من جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية- بوضع تسلسل وتحليل الجينوم وجزيئات الحمض النووي الريبي للقوارض؛ من أجل فهم قدرتها على التكيف مع البيئات القاسية بشكل أفضل. ونشروا نتائجهم في دورية Nature Communications1.
وبالمقارنة مع الجرذان والفئران، وجد الفريق أن التكيّف الجينومي لفئران الخلد العمياء شمل معدلات أعلى من تغيير تسلسل النيوكليوتيدات في الحمض النووي والحمض النووي الريبي (صياغة الـDNA و الـRNA)، ومعدلات أقل من التغيير الهيكلي لكروموزوم السلف الأصلي (إعادة ترتيبات الكروموزوم)، وتراكمًا لأعداد مرتفعة جدا من نسخ العناصر المبعثرة القصيرة.
هذه التعديلات الجزيئية، إضافة إلى تطور الجينات المرتبطة بالرؤية، وتطور بعض الجينات النوعية المشيمية، وتعديل البروتينات التنفسية، فضلا عن الآلية الفريدة من نوعها التي تزيد من التفاعلات النخرية والالتهابية المناعية لتحل جزئيًّا محل موت الخلايا المبرمج بشكل جزئي، ربما كانت على صلة بتجاوب الفأر الأعمى –الخلد- مع الظلام، وقدرته على تحمل انخفاض الأكسجين وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، ومقاومته غير العادية لمرض السرطان.
هذه المعلومات تسمح باستخدام هذه القوارض المميزة بحسبانها نماذج للبحوث الطبية الحيوية في المعركة ضد السرطان والسكتة الدماغية والأمراض القلبية الوعائية.
تواصل معنا: