نشرت بتاريخ 15 سبتمبر 2014
استطاع فريق دولي من الباحثين تحديد عدة تغيرات جينية تكمن وراء تدجين الأرانب، كاشفين عن العلاقة المعقدة بين الجينات والسلوك1.
يُعَد تدجين الحيوان أحد أشكال الانتقاء الاصطناعي الذي تُستولد فيه الأنواع لخصائص معينة، إلا أننا نعرف القليل جدًّا عن التغيرات الجينية الكامنة وراءه. ويعتقد علماء الآثار أن الأرانب البرية قد دُجّنَت قبل نحو 1,400سنة من قِبل الرهبان في منطقة شامبين جنوب فرنسا.
ولمعرفة المزيد عن وراثيات التدجين، استخدم ميغيل كانتيرو -من جامعة بورتو في البرتغال- وزملاؤه تسلسل الجينوم الكامل لمقارنة جينوم ست سلالات مختلفة للأرانب المستولدة المستأنسة مع تلك العائدة لثلاث سلالات برية من جنوب فرنسا وإحدى عشرة سلالة برية من شبه الجزيرة الأيبيرية.
وقد تمكنت الدراسة التي نُشرت في دورية Science، من تحديد ما يقرب من 50 مليون حالة من تعدد أشكال النيوكليوتيد الفردي وأكثر من 5,5 ملايين حادثة إدخال أو حذف خضعت للاختيار في أثناء عملية التدجين.
"تتوضع التغيرات في معظمها في مناطق اللاترميز من الجينوم المنظم لنشاط الجينات"، استنادًا إلى الباحث الأول المشارك فيديريكا دي بالما، من مركز تحليل الجينوم في نورويتش، المملكة المتحدة.
كما تمكن الباحثون أيضًا من تحديد أكثر من 100 منطقة جينومية حدث فيها ’اكتساح انتقائي‘. "سترى فجأة منطقة تحتوي على المتغيرات نفسها"، تشرح دي بالما. "وهذه تمنح بعض المزايا للأنواع، وهي توجد عادة بتواترات مرتفعة".
كان عدد قليل جدًّا من المتغيرات التي وجدوها ’ثابتًا‘ ضمن جينوم الأرانب المستأنسة، مما يوحي بأن الانتقاء الاصطناعي لا يزال يحدث في هذه السلالات.
يتوضع العديد من الاختلافات ضمن الجين المعروفة مشاركته في تطور الدماغ والسلوك. "بعضها يشارك في وظائف أساسية، مثل تحوير مسارات الإشارات في أثناء التطور الجنيني"، وفق دي بالما. "إنها ترتبط بالخطوات الأولية للتدجين –وأعني الميزات التي مكنت الأرانب من تحمل البشر– لذا فهي قد تعيننا على معرفة المزيد عن السلوك البشري".
تواصل معنا: