العثور على تسوس في أحفوريات لرجال الكهوف

كشف باحثون أن رجال الكهوف كانوا مصابين بتسوّس الأسنان، وذلك بعد تحليل عظام فك متحجرة من موقع في شرق المغرب.

تسوّس الأسنان هو مرض جرثومي يتشكل في أسنان الأفراد الذين يتناولون نظاما غذائيا غنيّا بالكربوهيدرات. في حين ينتشر هذا المرض في المجتمعات الزراعية التي تستهلك كميات مرتفعة من الكربوهيدرات، فإن حدوث نخر الأسنان بين الصيادين غير متوقع.

وقد قدّم فريق بحثي دولي من المغرب، والمملكة المتحدة وإسبانيا؛ أول دليل معروف عن المرض من بقايا عثر عليها في كهوف تافورالت في المغرب. ويُعتقد أن الأفراد الذين عُثر على بقاياهم تناولوا أطعمة من النباتات البرية الغنية بالنشويات.

قام العلماء بتحليل بقايا متحجرة من عظام فك علوي جزئية أو كاملة من 52 شخصا بالغا، وبقايا متفحمة لأطعمة نباتية يرجع تاريخها إلى ما قبل 15,000 و12,600 سنة خلت، ونشروا نتائج بحثهم في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences.

وقد وجدوا آفات تسوّسية لدى 94% من البالغين في تافورالت. وأظهرت بقايا النباتات المتفحمة أن ثمار جوز البلوط الأخضر وثمار الصنوبر البحري كانت أكثر النباتات الصالحة للأكل توفرا في المجتمع. كما كان الصيادون يأكلون ثمار العرعر والبقول البرية والشوفان البري.

كانت ثمار الجوز الصالحة للأكل غنية بالكربوهيدرات القابلة للتخمّر، ومن الممكن أن يكون تخزينها وإعدادها قد زاد من قابلية الطعام للصوق في الفم، مما وفّر بيئة مثالية لنمو البكتيريا المتحملة للحموض والمسببة للتسوس، مثل العقدية الطافرة Streptococcus mutans.

عالج قاطنو تافورالت النباتات الغذائية بحجر الرحى، مما يكون قد تسبب بإطلاق قطع صغيرة من الحجارة في طعامهم، أسهمت في ارتفاع معدل اهتراء الأسنان وتسوس الجذور الذي وُجد في عظام الفك الأحفورية.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.