مقبرة لفرعون غير معروف تقدم أول دليل على "سلالة أبيدوس" المنسية.
Nature Middle East
اكتُشف قبر الفرعون ووسيريبر سينيبكي -الذي لم يكن معروفا للمؤرخين في السابق- في جنوب مصر، مما يَعِدُ بإلقاء الضوء على حِقبة لا يُعرف عنها إلا القليل.
تعود بقايا الملك الغامض إلى المرحلة الانتقالية الثانية (1650- 1539 قبل الميلاد)، وقد اكتُشفت في الموقع القديم أبيدوس، على بعد 480 كم إلى الجنوب من القاهرة الحالية. وباستثناء نهب بعض محتويات القبر، بقي مدفن الملك كما هو إلى حدّ كبير لأكثر من 3,600 سنة.
وقد تمكن علماء الآثار -من جامعة ولاية بنسلفانيا، الذين عملوا مع وزارة الآثار في مصر- من إعادة تركيب معظم أجزاء الهيكل العظمي لـ(سينيبكي)، ما عدا عظم الفك المفقود. ويقولون إن مقبرة سينيبكي يمكن أن توفر معلومات حول فترة من تاريخ مصر القديمة لا يتوفر عنها إلا القليل من الآثار والبيانات.
"إنه لمن المثير أن تعثر على ملك غير معروف تماما في السجلات التاريخية إلى هذه الدرجة"، وفق قول جوزيف ويجنر، المسؤول المساعد عن القسم المصري في متحف بنسلفانيا، والذي قاد فريق التنقيب.
في أثناء عمليات التنقيب التي جرت في العام الماضي، اكتشف فريق ويجنر غرفة المدفن الملكي، المصنوعة من الكوارتز الأحمر، التي يبلغ وزنها 60 طن في الموقع، والتي تبين لاحقا أنها تعود إلى سوبك حتب الأول، الذي يرجح أنه كان الفرعون الأول من سلالة الأسرة الثالثة عشرة (1755– 1630 ق.م.).
يتألف قبر سينيبكي -الذي اكتُشف في وقت سابق من هذا الشهر- من أربع غرف وحجرة دفن من الحجر الجيري المنقوش. وكان الملك قد عاود استعمال أجزاء من حجرة دفن سوبك حتب، بما فيها خشب الأرز من التابوت لصنع الأواني الكانوبية.
"لا شك أن هناك مقبرة ملكية قد تأسست هناك، واستمر استخدامها من قِبل الملوك المتعاقبين في عهد هذه الأسرة"، قال ويجنر. "وستخبرنا الأعمال في المستقبل بالمزيد عن هذه الشخصيات".
ويعد أبيدوس واحدا من أهم المواقع الأثرية في البلاد، ويحتوي على قطع أثرية ومعابد يرجع تاريخها إلى جميع فترات مصر القديمة، كما يتضمن المقبرة الملكية.
كانت الفترات المتوسطة من تاريخ مصر القديمة أوقاتا عصيبة، وهي الفترات التي كانت تحدث بين الأسر التي قلما جمعتها الوحدة الوطنية والإدارة المركزية. أما الفترة الانتقالية الثانية، التي أرجع تاريخ قبر سينيبكي إليها، فتعرف بوصول الهكسوس من بلاد الشام، وهم الذين حكموا الأجزاء الشمالية من مصر، في حين ساد الحكام المحليون في الجنوب.
يعتقد ويجنر أن اكتشاف سينيبكي قد يعني أن المرحلة الانتقالية الثانية كانت في الواقع سلالة، وربما يكون الملوك قد حكموا من أبيدوس.
عندما دخل إلى قبر سينيبكي أول مرة، اكتشف ويجنر أنه قد نهب من قبل اللصوص القدامى. فغلاف الملك المحنط كان قد فتح، وكان بعض محتويات المقبرة غير موجود. وما تبقى يشير إليه باعتباره "ملك مصر العليا والسفلى"- مما يدل على أنه كان يُعَد حاكم مصر.
"لدينا... ما يؤهلها لاعتبارها سلالة مفقودة، ومن المرجح أن سينيبكي هو العضو الأول أو الثاني من هذه السلالة"، وفق قول ويجنر. "إن السلالة كلها مدفونة ضمن المنطقة نفسها التي وجدنا فيها قبر سينيبكي وحولها".
"إنها تتكشف عما يشبه وادي الملوك"، أضاف ويجنر، مشيرا إلى الموقع الشهير في الأقصر، حيث دفن توت عنخ آمون.
تواصل معنا: