نظرة على جينات مجتمع نحل العسل

تُعَدّ الملكة في مستعمرة نحل العسل، هي الأنثى الخصبة الوحيدة الجاهزة للتزاوج والتكاثر؛ حيث تترك مهام رعاية الأشقاء وتأمين الغذاء والدفاع للعاملات العقيمات. وقد فُسِّرت مثل هذه السلوكيات لدى نحل العسل باستفاضة من خلال النتائج التي توصل إليها فريق بحثي دولي من كندا والمملكة العربية السعودية، كان قد بحث تأثيرات الاختيار الإيجابي، والطفرات المفيدة في الجينات التي ترمّز البروتينات المحدِّدة لشكل الصفات السلوكية لنحل العسل.

تفحّص فريق البحث جينومات 40 نحلة من نحل العسل الغربي (Apis mellifera) من أفريقيا وآسيا وأوروبا، باستخدام اختبار ماكدونالد–كرايتمن (MK)، وهو طريقة لتحديد الاختيار على التسلسلات المرمِّزة للبروتين، ونشروا نتائج بحثهم في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Science.

باستخدام هذا الاختبار، كشف الباحثون عن وجود اختيار إيجابي يعمل على الجينات المرتبطة بمستقبلات البروتين المقترن (GPCRs)، ومهمته المواءمة الدقيقة بين فيزيولوجية الجسم والسلوك استجابة لبيئته.

كما خضع الاختيار أيضا لتطور جين تأمين الغذاء وجينات بروتين الهلام الملكي الرئيسي (Mrjp) في النحلات العاملات. اختيار جين تأمين الغذاء يفيد مستعمرات النحل عن طريق الموازنة بين عدد النحل المحتضن المنتج وكمية الموارد الغذائية المتاحة. وتعمد العاملات العقيمات إلى إفراز بروتينات الهلام الملكي لتغذية أشقائهن.

"إن حقيقة كون جينات بروتين الهلام الملكي الرئيسي mrjp خاضعة لاختيار إيجابي قوي تثبت أن الجينات لدى العاملات العقيمات يمكن أن تتطور بما يتكيف مع فائدة الملكات الخصبات"، كما يقول عمرو زايد، من جامعة يورك في تورونتو، مؤلف رئيسي لهذه الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، وُجِد تأثير الاختيار الإيجابي على الجينات الموجودة المرتبطة بسلوك الجهاز العصبي وإدراكه وتطوره، والاستقلاب والهرمونات الستيرويدية لدى الأفراد البالغين من نحل العسل، كما يضيف.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.