نشرت بتاريخ 29 يونيو 2015
قد يكون الفيروس مسؤولاً عن عدوى الإنفلونزا، ولكن الجينات قد تؤدي دورًا أيضًا.
ذكر فريق دولي من العلماء أن الإنفلونزا الشديدة قد تنجم عن أخطاء مناعية موروثة تتعلق بجين واحد.
"إننا نقدم أول دليل على أن حالات الإنفلونزا الحادة المعزولة قد تكون وراثية"، يقول جان لوران كازانوفا، رئيس مختبر سانت جايلز للوراثيات البشرية المتعلقة بالأمراض المعدية في مستشفى جامعة روكفلر في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية.
عمد الفريق -الذي يضم باحثًا تابعًا لمركز السدرة للطب والبحوث في قطر- إلى التحقيق في حالة فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات، كانت تعاني متلازمة الضائقة التنفسية الحادة المهددة للحياة عندما أصيبت بعدوى فيروس إنفلونزا H1N1 2009 A الوبائي عندما كانت في الثانية والنصف من عمرها.
قام الفريق بوضع تسلسل كامل الإكسوم، وهو اختبار حلّل مناطق ترميز آلاف من جينات الفتاة ووالديها. وأكد هذا الاختبار أن الفتاة كان لديها طفرتان في IRF7، وهو الجين الذي يزيد من إنتاج الإنترفيرون المضاد للفيروسات.
خلايا الدم البيضاء والخلايا التغصّنية بلازماوية الشكل، هي خلايا مناعية تجول في الدم وتوجد في الأجهزة اللمفاوية المحيطية، عُزِلت حينذاك من دم الفتاة وأصيبت بعدوى بفيروس الإنفلونزا A، فوُجِد أنها تنتج كميات صغيرة جدًّا من النوعين الأول والثالث من الإنترفيرون.
بعد ذلك أخذ الباحثون الأرومات الليفية من جلد الفتاة، وأُعيدت برمجتها لتصبح الخلايا الجذعية متعددة القدرات لتنتج الخلايا الرئوية الظهارية. وقد وُجد أن هذه الخلايا أيضًا تنتج كميات مخفضة من النمط الأول من الإنترفيرون وزيادة في تنسخ فيروس الإنفلونزا كاستجابة للعدوى.
وتشير النتائج إلى أن زيادة إنتاج النوع الأول والنوع الثالث من الإنترفيرون تعتمد على IRF7، وهي ضرورية للوقاية من العدوى الأولية بفيروس الإنفلونزا.
"ما نجده صحيح بخصوص هذه المريضة"، يشرح كازانوفا. "إنه يثبت أن الإنفلونزا الشديدة لم تكن فيروسية فحسب، بل وراثية أيضًا. كما أن للنتائج أهمية أكبر؛ لأنها توفر إثباتًا لصحة المبدأ. في الطب، كثيرًا ما يأتي التقدم الكبير لأول مرة مع نتائج تثبت صحة المبدأ"، كما يقول.
وبناء على نتائج هذه الدراسة، يعتقد الباحثون أن توظيف استراتيجيات معتمدة على الإنترفيرون قد يكون مساعدًا في علاج الإنفلونزا المهددة للحياة لدى الأطفال.
تواصل معنا: