نشرت بتاريخ 23 أغسطس 2015
بعض الأطفال أكثر عدوانية من غيرهم، ولكن عندما يرى الأطفال أحد المستفزين يتصرف بـ"نوايا عدوانية"، فغالبًا ما سيكون ردهم أكثر عنفًا، وفق ما كشفت عنه دراسة جديدة1.
الآن يلقي فريق من الباحثين الدوليين -يضمّ سهى م. الحسن، من قسم التربية الخاصة في الجامعة الهاشمية، الأردن- باللوم على عملية نفسية تسمى "التحيُّز العدواني المسبَّب"، يزيد فيها توقُّع النوايا العدوانية من ميل الطفل للإتيان برد فعل عنيف تجاه تهديد محتمل.
مع مرور الوقت، وعند تكررها عبر التفاعلات، يمكن لهذه الحلقة من التوقع والاستجابة -وفق التعبير البحثي: "نمط فرط التيقّظ للتهديد، افتراض النوايا المعادية، والعدوانية التفاعلية"- أن تتحول إلى مزيد من المشاكل المزمنة.
أخذت الدراسة عينة قوامها 1220 طفلاً من تسعة بلدان في جميع أنحاء العالم على مدى أربع سنوات. وقُدِّم لكل طفل مشارك 10 حالات افتراضية تصور استفزازًا تجاهه. وفي كل حالة، طُلب منهم اقتراح نية، من معادية إلى صافية، إلى استفزاز مُتوهَّم، وأن يتنبأوا بردود أفعالهم الخاصة، من لا عدوانية إلى عدوانية، وفقًا لذلك.
وجد الباحثون نمطين جامعين لمشكلات السلوك العدواني.
"النمط الأول هو أن ميل الأطفال لرؤية الآخرين كمعتدين يؤدي إلى نمو مبدئي لسلوكهم العدواني، لذا فإن تحيزهم المسبَّب يُعَد سببًا مبكرًا لعدوانيتهم"، وفق توضيح الباحث الرئيسي في الدراسة كينيث دودج. "ثانيًا، بمجرد أن يصبح الأطفال عدوانيين، يبدأ المحيطون بهم بالتفاعل سلبًا تجاههم؛ ومع تطور هذا الواقع السلوكي، فإنه يعزّز النزعة العدوانية للأطفال لتفسير سلوك أقرانهم باعتباره معاديًا، ويُديم التحيُّز العدائي المسبَّب. وهكذا، يتحول النمط إلى حلقة مفرغة".
النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي أُجريت عبر ثقافات وسياقات اجتماعية متنوعة، بين الفتيان والفتيات، ممثلة من قِبل المشاركين. توفر تلقائيًّا "أدلة دامغة" على أن الخلافات المُبلَّغ عنها في معدلات المشكلات السلوكية العدوانية المزمنة "يمكن الاعتماد عليها إحصائيًّا"، وفق قول الباحثين.
تواصل معنا: