آلية حديثة تضفّر الجينات في الدماغ البشري

أظهرت دراسة جديدة أن بعض أطول الجينات النشطة في دماغنا تتم معالجتها عن طريق التضفير المتكرر، وهي آلية كانت تُشاهَد سابقًا في ذبابة الفاكهة فقط. إن فهمنا لكيفية حدوث هذه العملية قد يلقي الضوء على تطور هذه الجينات، والاضطرابات التي تختل فيها وظيفيًّا¹.

لجأ باحثون من عدة معاهد، ومن ضمنها كلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المملكة العربية السعودية، لاستخدام تسلسل الـRNA عالي الإنتاجية لاستكشاف كيفية تضفير الجينات الطويلة في أربعة من الأدمغة البشرية بعد الوفاة.

تُزال الإنترونات الطويلة من هذه الجينات في خطوتين، أو يُكرر تضفيرها. وجد الباحثون أن العملية تتطلب وجود إكسون خفيّ يختبئ ضمن الإنترونات، ويُزال عادة دون أن يترك أثرًا في أثناء التضفير المتكرر. 

على أي حال، يُحتفَظ بالإكسون الخفي إذا كان مسبوقًا بإكسون خفي آخر. وهكذا فإن التضفير المتكرر يخلق بدّالة ثنائية بين الأشكال الإسوية التي تضم الإكسون الخفي أو لا تضمه. ونظرًا لكون الإكسون الخفي يتضمن إشارة توقف باكرة، فالأشكال الإسوية التي تضمه تكون معطلة ومدمرة عادة، على الرغم من إمكانية الاحتفاظ بها.

"إننا نفترض أن البدالة الثنائية تعمل بمنزلة مرشّح للأشكال الإسوية الجديدة من الجينات الطويلة، متيحةً حدوث تطور الدماغ بطريقة أكثر تدرجًا وانضباطًا"، كما يقول جرنج يوالي، الباحث في كلية لندن الجامعية، الذي قاد الدراسة. قد تكون للتضفير المتكرر أهمية سريرية أيضًا، نظرًا لربط سوء التعبير الخاص بهذه الجينات الطويلة بالتوحّد وغيره من الاضطرابات العصبية.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.