انفراق البحر الأحمر: اندفاعات بركانية تشكل جزرًا جديدة
نشرت بتاريخ 10 يونيو 2015
بعد الحدث النادر المتمثل في ظهور جزر بركانية حديثة التشكُّل، بحث جديد يوضح أن النشاط البركاني في منطقة جنوب البحر الأحمر أكبر مما كان يُظَن سابقًا.
سدير الشوق
يبدو أن حدود الصفيحة التكتونية تحت جنوب البحر الأحمر أكثر نشاطًا مما كان يُظَن، وفقًا للباحثين الذين درسوا المنطقة بعد الظهور الحديث –إلى حد ما- لاثنتين من الجزر البركانية الجديدة في أرخبيل الزبير.
بعد أكثر من 150 عامًا من الخمود، وقعت انفجارات بركانية في البحر الأحمر في الأعوام 2007، 2011، 2013. وتولّد عن الانفجارين الأخيرين جزر بركانية جديدة، وهو أمر نادر الحدوث بشكل ملحوظ.
استعمل ون بين شو وجويل روش -الباحثان في مختبر سيجورجون جونسون في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية- البيانات الزلزالية وقياسات التداخل بالأقمار الصناعية؛ للتحقيق في الآلية الكامنة وراء الاندفاعات وما تلاها من بناء الجزر. كاشفين عن وجود تشوهات أرضية وموجات زلزالية سبقت الاندفاعات، فقرروا بالتالي أن جنوب البحر الأحمر يمرّ بـ"حالة تصدّع،" حيث تطلق صفائح تكتونية متباينة الضغوط المتراكمة فيها عبر مئات السنين إطلاقًا سريعًا. النقاط البعيدة عن الحدود، كتلك الموجودة على الشواطئ المقابلة للبحر الأحمر، تتحرك مبتعدة بنحو سنتيمتر واحد في السنة، ولكن القشرة المتاخمة للصدع تبقى ثابتة، ليتراكم فيها الإجهاد.
"إن الأمر يشبه الاستمرار في سحب شريط مطاطي،" يشرح جونسون، مضيفًا: "في مرحلة ما، سينقطع، وذلك عندما تحدث حالة التصدع." تحدث حالات التصدّع كل بضع مئات من السنين، ساحبة بشكل مفاجئ القشرة الموجودة قرب الصدع عدة أمتار، ومغيّرة حالة الإجهاد حولها.
يأمل جونسون في معرفة كيف تؤثر هذه التغيرات الإجهادية على المنطقة المحيطة بها. فمثلاً، كانت منطقة عفار في شرق أفريقيا نشطة جدًّا بين عامي 2005 و2010. ويتساءل قائلاً: "إنه أمر مثير للاهتمام؛ فهل أثرت تلك الحادثة على النشاط في البحر الأحمر؟ هل ثمة نوع من التفاعل على مدى المسافة الممتدة 300- 400 كم؟"
وقد قام الفريق أيضًا بقياس حجم الجزر الجديدة التي تشكلت في أثناء حالة التصدّع وشكلها. على الرغم من أن الجزر تقلصت في البدء بشكل كبير، فقد تباطأ التآكل منذ ذلك الحين. "لن تضمحل هذه الجزر وتختفي"، وفق قول جونسون، الذي يضيف: "بل ستبقى لعدة قرون."
ولكن جونسون يحذّر أن حالة التصدّع قد لا تكون انتهت، لأن أحدث نشاط كان قبل أقلّ من عامين. "عندما يكون هناك اتساع بمقدار متر خلال بضع سنوات فقط، فإنه يغيّر حالة القشرة على امتداد أكثر من 100 كم بشكل كبير. من المحتمل أن يؤدي هذا إلى حدوث زلازل كبرى بقياس 4، 5، أو حتى أكثر من 6 [ريختر]."
ويشير جونسون إلى أنه على الرغم من أن المنطقة نائية نسبيًّا، فإن الأحداث البركانية الكبرى المحتمل حدوثها قد تعرقل حركة السفن.
عندما سألت Nature سينثيا إيبنجر -العالِمة الجيوفيزيائية- عن العمل، قالت: إن تدفقات الحمم والرماد من الاندفاعات البركانية قد تعطّل الملاحة البحرية والجوية، مشيرة إلى أن "البراكين الهامشية المتصدعة تطلق عادة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون، ذات تأثير على المناخ الإقليمي، وربما العالمي."
تواصل معنا: