اللاسرطانية: إعادة تعريف الخلايا الورمية الجوالة في الدم

ثمة تحدٍّ تواجهه الرؤية العلمية القائلة بأن الخلايا الورمية السرطانية التي تتجول بحرّية عبر مجرى الدم تشارك في النقائل السرطانية.

ففي الوقت الحالي، وجد العلماء الذين يدرسون سرطان القولون والمستقيم أن العديد من التجمعات الخلوية ليست خبيثة.

هذه الدراسة، التي نُشرت في دورية Science Translational Medicine، تكشف بدلًا من ذلك أن هذه التجمعات هي خلايا غير متكاثرة طُرِحَت من الطبقة الداخلية الأعمق، أو البطانة الداخلية للأوعية الدموية الخاصة بالورم¹.

كما يُظهر التحليل الطبي الحيوي والجيني لعينات من مرضى سرطان القولون والمستقيم ومن الفئران المصابة بأورام القولون والمستقيم أن هذه التجمعات تعكس مظاهر من الورم الموافق، ولكنها لا تشترك معه بالطفرات الجينية. لا تتشكل التجمعات عن طريق تخثُّر العديد من الخلايا المفردة، بل يبدو أنها قد طُرِحت معًا في مجرى الدم من الورم مباشرة.   

"لقد وصفنا وحدة جديدة مميزة جوالة في دم المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم من بطائن الورم"، وفق قول العالم الرئيسي مين هان تان، من معهد الهندسة الحيوية وتقنية النانو، سنغافورة.

"سيمنحنا هذا الفرصة من أجل تقييم الجملة الوعائية للورم بطريقة غير باضعة لدى مريض ما عن طريق أخذ عينات متتابعة من الدم. يمكن تصوُّر إعطاء الأدوية وتقييم تأثير عوامل من هذا النوع".

أمكن تحري التجمعات العنقودية للخلايا البطانية في دم مرضى سرطان القولون والمستقيم غير المعالَجين، ولكن نادرًا ما كشف وجودها لدى الأفراد الأصحاء. وهذا يشير إلى أن هذه التجمعات العنقودية تُعَد مؤشرًا على المرض في مرحلته المبكرة وهذا يمهد الطريق لتطوير اختبار للدم، أو "خزعة سائلة"، باعتبارها مسحًا غير باضع لسرطان القولون والمستقيم.

سيعمد الفريق –المؤلف من باحثين من سنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية– إلى تقييم هذه الخلايا في أنواع أخرى من السرطانات، وفق قول تان. إنهم يهدفون إلى تطوير تقنيات إضافية للخزعات السائلة؛ لتسريع التقاط هذه التجمعات وتوصيفها، وخاصة فيما يتعلق بالعلاج الدوائي.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.