قدرة احتجاز ممكنة غير مكتشفة للطحالب البحرية

تؤدي الطحالب الكبيرة، المعروفة أكثر باسم الأعشاب البحرية، دورًا كبيرًا في إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وفق ما كشفته دراسة جديدة نُشرت في دورية Nature Geoscience¹ ، تبحث في تصدير الكربون إلى أعماق البحر وطمره في الرواسب الساحلية.

تضاعف الدراسة التقديرات السابقة لقدرة الطحالب الكبيرة الساحلية على اقتناص CO₂ الموجود في الغلاف الجوي وتخزينه، وهي عملية طويلة الأمد تُدعى احتجاز الكربون.

بشكل عام، تسهم الطحالب الكبيرة في التركيب الضوئي الحادث في المحيطات، وحتى هذه الدراسة، اعتقد العلماء أن ما ينتج عنها إثر عملية التركيب الضوئي يعاد إطلاقه مجددًا في الجو على شكل CO₂. تنمو معظم الطحالب الكبيرة على الشواطئ الصخرية، حيث يتعذّر طمر المخلّفات في الرواسب، ولذلك اعتقدوا أنها يعاد إطلاقها في المياه، حيث تحللها البكتيريا وتعيد إطلاقها على شكل CO₂.

ولكن هؤلاء الباحثين يتجادلون الآن حول هذا. "يُظهر تحليلنا أن جزءًا كبيرًا من نواتج التحليل الضوئي يُحتجَز في التربة البحرية أو في أعماق البحار أو في كليهما"، استنادًا إلى قول كارلوس م. دوارتي ، وهو عالم البحار في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والمؤلف المشارك في هذه الدراسة.

ووفقًا لدوارتي، يمكن للطحالب الكبيرة أن تحتجز بشكل إجمالي من CO₂ ما يعادل تقريبًا انبعاثاته الصادرة عن 35 مليون مواطن سعودي.

غالبًا ما تتعلق الطحالب الكبيرة بالهياكل التي تُبقيها عائمة على السطح. لذا يقترح دوارتي وفريقه نمطين لانتقال الطحالب الكبيرة إلى عمق المحيط والرواسب، حيث يُحتجز محتواها من الـCO₂؛ الانزياح في أثناء العواصف، و"الإثقال بالحصى". ويحدث هذا الأخير عندما تربط الطحالب نفسها بالحجارة والصخور التي تغرق في نهاية المطاف في أعماق البحر.

"ستساعد الإجراءات التدبيرية في الحفاظ على هذه الكميات الغائصة من الكربون عن طريق حفظ غابات الأشنيات السمراء والطحالب الكبيرة"، وفقًا لقول دوارتي.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.