الشراكة بين الإنسان ونحل العسل تعود إلى بدايات العصر الزراعي على الأقل.
باكينام عامر
دأب البشر على الانتفاع من منتجات النحل، مثل العسل وشمع العسل، منذ ما يقرب من 9000 سنة، وفق قول الباحثين.
فقد وجدت دراسة نُشرت في دورية نيتشر Nature في 11 نوفمبر ’أقدم دليل حتى الآن‘ على استخدام نحل العسل من قِبل مزارعي العصر الحجري الحديث، يعود تاريخه إلى الألف السابع قبل الميلاد. كما تقدّم الدراسة أول دليل على استعمال نحل العسل في شمال أفريقيا.
"سيكون العسل هو السبب الأكثر بداهةً لاستغلال نحل العسل، لأنه قد يكون مُحلِّيًا نادرًا للناس فيما قبل التاريخ"، وفق قول الباحثة الرئيسية ميلاني روفيت سالك، من جامعة بريستول، المملكة المتحدة. "على أي حال، كان من الممكن استخدام شمع العسل في حد ذاته لأغراض مختلفة في التكنولوجيا، والشعائر، والتجميل، والطب".
لقد جرى الاستدلال على الأدلة السابقة التي تربط بين الإنسان ونحل العسل مما وُجد من الأيقونات المصرية القديمة، فن النحت وشمع العسل. ومع ذلك، فقد تمكن الباحثون الآن -ومن ضمنهم جمال الزغلامي، من المعهد الوطني للتراث في تونس- من اكتشاف ’البصمة‘ المميزة لشمع العسل في عدة مواقع للعصر الحجري الحديث، مما يشير إلى مدى انتشار العلاقة بين المزارعين الأوائل ونحل العسل.
يتكون شمع العسل من مجموعة معقدة من الدهون ذات التركيب الثابت إلى حد كبير، والتي يمكنها بالتالي أن تعمل بمنزلة بصمة كيميائية على القطع الأثرية، كالأواني الفخارية، ممثلة لوجود نحل العسل.
باستخدامهم البقايا الدهنية التي حُفظت على 6400 آنية فخارية من أكثر من 150 موقعًا أثريًّا في العالم القديم، يقدّم الباحثون أول خارطة إيكولوجية أثرية تعتمد على جزيء حيوي عن توزُّع هذه الحشرة المهمة على المستويين الاقتصادي والتراثي في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تواصل معنا: