في حلب، يتضاعف الخطر الناجم عن القتال بسبب غياب الطاقم الطبي.
صوفي كَزِنْز
خمسة وتسعون بالمئة من العاملين في الشؤون الصحية في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة المتمردين إما هربوا أو قُتلوا، وفقًا لمنظمة ’أطباء بلا حدود‘.
وقد قُسّمت حلب بين شرقية وغربية فيما بين القوات الحكومية، والمجموعات المسلحة، منذ اندلاع القتال عام 2012.
في أواخر نيسان، أصيب مستشفى القدس -مستشفى الأطفال الرئيسي في شرق حلب- من جراء الغارات الجوية الحكومية، مما تسبب في مقتل 55 شخصًا، ومن المحتمل أن يكون من ضمنهم واحد من آخر مَن تبقى من أطباء الأطفال في المدينة، وطبيب أسنان وممرضتان، وفقًا لبعض التقارير.
وبعد أيام قليلة، استُهدِف ودُمِّر مركز صحي ببرميل متفجّر، وتضرر مستشفى للولادة في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة، مسفرًا عن مقتل 19 شخصًا على الأقل.
كان هذا سادس هجوم على منشآت صحية في غضون ما يقرب من أسبوعين، بعد تجدد العنف الذي قضى على حياة أكثر من 250 شخصًا، في ما وصفته الأمم المتحدة بـ"الاستخفاف الفاضح" بحياة المدنيين.
"الوضع في حلب حرج؛ لأن الغارات الجوية لا تترك أي جزء من المدينة على حاله، ويُقَدَّر أن نحو 250,000 شخص في خطر انقطاع إمداد المساعدات لهم، بما في ذلك الرعاية الطبية"، استنادًا إلى قول موظفي منظمة أطباء بلا حدود التي تعمل في هذه الأزمة. وقد سرت هدنة هشة تمتد حتى أمس الإثنين، وما سيأتي بعدها لا يزال غامضًا.
"يحاول عشرات الآلاف من النازحين أن يفرّوا من القتال، ونتوقع أن تحاول أعداد أكبر من ذلك مغادرة مدينة حلب في الأسابيع المقبلة طلبًا للسلامة".
وقد عمدت منظمة أطباء بلا حدود، التي تدعم مستشفى القدس و22 مرفقًا صحيًّا آخر في حلب، إلى تسريع توصيل الأدوية والمعدات الطبية إلى المدينة. لا تزال المدينة تعاني نقصًا حادًّا في المستلزمات والمعدّات الطبية والموظفين.
يقول زاهر سحلول -الرئيس السابق للجمعية السورية الأمريكية الطبية (SAMS)، وهي منظمة غير حكومية تدعم ثمانية مستشفيات في حلب الشرقية-: إن الوضع "يفوق الوصف". وفي الوقت الحالي، يتخذ سحلول من الولايات المتحدة مقرًّا له، لكنه كثيرًا ما يزور سوريا ومنطقة الحدود السورية التركية.
وهو يقول إنه لم يكن هناك سوى نحو 60 طبيبًا في حلب التي يسيطر عليها المتمردون؛ لخدمة 250,000 شخص.
ويضيف قائلًا: "هناك عدد أكبر من الأطباء وطواقم العمل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، ولكن عددهم آخذ بالتناقص؛ نظرًا للتهجير القسري وتدهور الأحوال الأمنية والاقتصادية".
يقول سحلول: إن الاستهداف العشوائي للمرافق الطبية يعني إرغام المستشفيات المدمّرة على إعادة التأسيس تحت الأرض. وتدّعي تقارير أخرى أن المرضى يُعالَجون من قِبل الأطباء البيطريين المحليين في بيوتهم.
يعتمد أحد المستشفيات -وفق قوله- على الدعم الطبي عن بُعد من قِبل المتخصصين في العناية الحرجة بالحالات والإجراءات الحرجة ممن يقيمون في الولايات المتحدة.
كما يعتمد المدنيون أيضًا على طلاب كلية الطب السابقين والممرضين المدرَّبين حديثًا لتوفير الرعاية.
وتدعم الجمعية السورية الأمريكية الطبية مدرسة تمريض تحت الأرض، تدرّب خريجي المدارس الثانوية وطلاب الجامعات السابقين من أجل توفير الرعاية الطبية. وفي كل عام، يتخرج عدد يتراوح بين 50 و70 ممرضًا/ ممرضة في واحدة من مدرستي التمريض العاملتين تحت أرض حلب، وفقًا لقول سحلول.
ووفق منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان (PHR)، كان هناك أكثر من 350 هجمة على المنشآت الطبية في سوريا بشكل عام. وقد قُتل أكثر من 400,000 شخص في السنوات الخمس الماضية، استنادًا إلى الأمم المتحدة.
تواصل معنا: