نشرت بتاريخ 11 يناير 2017
دراسة جديدة تكشف أن الجينات تؤدي دورًا مهمًّا في الخصوبة.
كشف بحث جديد أُجري في جامعة أكسفورد أن العمر الَّذي ننجب فيه أول مولود والعدد الذي نرغب في إنجابه يعتمد إلى حد ما على الحمض النووي.
ربط فريق الدراسة 12 منطقة معينة من تسلسل الحمض النووي مع السلوك الإنجابي، وحدد 24 جينًا إضافيًّا من المرجح أن تؤدي إلى هذه التغيرات الجينية. كانت الدراسة التي نُشرت أواخر أكتوبر الماضي في مجلة Nature Genetics قد شارك فيها 250 باحثًا من مؤسسات في جميع أنحاء العالم، منها مؤسسات في قطر والمملكة العربية السعودية.
يعمق الاكتشاف فهمنا لدور البيولوجيا في انخفاض معدلات الولادة وتأخر الإنجاب في المجتمعات الصناعية في الوقت الحالي، والذي دائمًا ما يفسَّر على أنه مرتبط بصورة رئيسية بالعوامل الاجتماعية.
وتُعَد هذه أكبر دراسة جينية على الإطلاق حول السلوك الإنجابي لدى الإنسان، والتي أجريت في إطار شراكة مع جامعات جرونينجن الهولندية وأوبسالا السويدية، تضم الدراسة 62 مجموعة بيانات بجانب معلومات من حوالي 240 ألف رجل وامرأة تم الحصول منهم على السن عند إنجاب المولود الأول، و330 ألف رجل وامرأة تم الحصول منهم على عدد الأولاد.
تتنبأ جميع المناطق الاثنتا عشرة للحمض النووي بنحو 1٪ من التّغيّرات في السلوك الإنجابي -وهي نسبة كبيرة تكفي للاستفادة منها في الكثير من الأبحاث المختلفة. ومع توفر المزيد من البيانات الجينية، قد ترتفع النسبة إلى ما يقرب من 20٪.
يوفر العمل استبصارات جديدة لعلاج الخصوبة في المستقبل. فبعض مغايرات الحمض النووي التي جرى التعرف عليها يرتبط بعمليات الخصوبة الحرجة، ومن ضمنها الهرمون المنشّط للحوصلة، وهرمون الإستروجين، ونمو المبيض، وتمايُز الطلائع المنوية (النطفة)، ونشأة الخلايا الجرثومية لدى الذكور.
يأمل الباحثون أن تؤدي النتائج في نهاية المطاف إلى فهم ساعتنا البيولوجية.
وتقول عالِمة الاجتماع في جامعة أوكسفورد ميليندا ميلز، الباحثة الرئيسية للدراسة: "لاحظنا أنَّ النساء ممن لديهن مغايرات الحمض النووي المسؤولة عن الإنجاب في عمر متأخّر لديهن أيضًا أجزاء من كود الحمض النووي مرتبطة بتأخر بداية الحيض أو سن اليأس. ربما يمكن في المستقبل الاستعانة بهذه المعلومات كي يتمكن الأطباء من الإجابة عن السؤال المهم وهو: إلى أيّ حدٍّ يمكننا تأخير الإنجاب؟"، بيد أنها أكّدت أن الإنجاب في الوقت ذاته يعتمد على العديد من العوامل الاجتماعية والبيئية.
تواصل معنا: