نشرت بتاريخ 12 يناير 2017
إعادة برمجة التخلُّق المتعاقب قادرة على تحسس الخلايا السرطانية المقاوِمة للعلاج الكيميائي.
كشف علماء عن آلية تستطيع الخلايا السرطانية من خلالها مقاومة دواء الإرينوتيكان - العلاج الكيميائي الذي يشيع استخدامه في علاج الأورام الصلبة مثل سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي.
يتسبب الإرينوتيكان في إحداث كسور غير قابلة للإصلاح في الحمض النووي، وعادةً ما يجري تحسُّس هذه الفواصل من قِبل جيش من الحراس في دورة حياة الخلية، يعمل كنقاط تفتيش تؤدي في نهاية المطاف إلى استماتة الخلايا أو ما يُعرف بالموت المبرمَج للخلايا. ومع ذلك، فإن الخلايا السرطانية يمكنها -في أثناء دورة العلاج (عبر آليات لم تكن معروفة من قبل)- التغلُّب على الإرينوتيكان.
وفي الوقت الحالي، كشف علماء في عدد من مراكز البحوث في المملكة المتحدة ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر عن دراسة جديدة نُشرت في مجلة بحوث الأحماض النووية "Nucleic Acids Research1 " عن مدى تمكين التعديلات فوق الوراثية للخلايا السرطانية من مقاومة الإرينوتيكان.
ولم تقتصر الدراسة على بيان مدى قدرة الخلايا المقاوِمة للإرينوتيكان على تجاوُز "نقاط تفتيش" دورة حياة الخلية وبالتالي تجنب الموت المبرمَج للخلية، لكنها تناولت أيضًا كيف يمكن لهذه الخلايا أن تصلح من ذاتها سريعًا، مقارنةً بالخلايا الحساسة للإرينوتيكان.
ومن المثير للاهتمام، أن التغيُّرات في أستلة الهستونات المحيطة بالحمض النووي تشارك في هذه الآلية، وعن طريق التلاعب في هذه التغيُّرات، يجري كبح قدرة الخلايا على مقاومة الموت.
فيما أعلن الباحث الرئيسي، شريف الخميسي -مدير مركز علوم الجينوم بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا- قائلًا: "إن البروتينات الهستونية تعمل عمل مخرجي الأفلام؛ إذ يمكنهم إيقاف الفيلم أو إبطاء بعض المشاهد أو الحوارات أو تسريعها، أو تغيير الفيلم للأفضل -موت الخلية السرطانية- أو تغييره للأسوأ - نجاة الخلية السرطانية".
وأضاف الخميسي قائلًا: "لقد تمكنَّا من إعادة برمجة النتائج عن طريق تثبيط نشاط الإنزيم الذي يتحكم في"المشهد"، وبذلك نضمن أن ينتهي الفيلم دائمًا بنهاية سعيدة تتمثل في إبطال مقاومة الخلايا السرطانية".
تواصل معنا: