وُجِدَ أن جينيْن يؤثران في خصوبة ذكور النخيل، بينما وُجِدَ أن جينًا ثالثًا يكبت أعضاء الزهرة الأنثوية
بيبلاب داس
نُظُم تحديد الجنس لدى النباتات أكثر تنوعًا بكثير منها لدى الحيوانات. ولم يُكتشف إلى الآن كيف تحدد الجنس في نخيل التمر.
تعرَّف فريق بحثي في قطر على أربعة جينات مُرشحة لدى ذكور نخيل التمر تمنحها صفات ذكورية. ومن بين تلك الجينات الأربعة، حدَّد الفريق وظائفَ ثلاثةٍ منها باعتبارها مُحَدِّدَة للجنس على الأرجح. وتقدم لنا النتائج رؤىً كاشفة جديدة حول كيفية تأثير الجينات في تحديد الجنس لدى النباتات.
لا يُثمر ذكور نخيل التمر، بينما تُثمر إناثه. ويستغرق الأمر ما بين 5 و8 سنوات كي تثمر شتلات إناث النخيل، وحينئذٍ يمكن تمييزها عن ذكور النخيل.
اكتشف الباحثون منطقةً على جينوم ذكور نخيل التمر يبدو أن جينيْن فيها قد حُذفا من إناث نخيل التمر، ونُقِلا إلى الصبغي المُحَدِّد للجنس لدى ذكور النخيل. ويُحتمل أن يكون هذا الانتقال قد حدث في فترةٍ ما من التاريخ كان فيها نخيل التمر ثنائي الجنس، يحمل أزهارًا أنثوية وذكرية لدى النبتة نفسها. هذا الانتقال المكاني كان بمنزلة الخطوة الأولى باتجاه تطوُّر الجنسين لدى أشجار متمايزة. وعندما تطورت الأزهار الأنثوية والذكرية على أشجار منفصلة، فُقِدَ الجينان المرتبطان بتطور الزهرة الذكرية كما فُقدت وظيفتهما لدى إناث النخيل. وهكذا، لم يَعُد لهذين الجينين وجود حاليًّا إلا لدى ذكور نخيل التمر.
حددت الدراسة أيضًا جينًا ثالثًا بوسعه كبت نمو عضو الزهرة الأنثوي لدى ذكور النخيل.
وإذ إن تخصيب قرابة 50 إلى 100 شجرة نخيل أنثوية لا يحتاج سوى إلى شجرة نخيل ذكرية واحدة، من المتوقع أن تساعد نتائج الدراسة على تحسين عملية التكاثر وزيادة إنتاج نخيل التمر عن طريق إمكانية استبعاد ذكور النخيل عندما تكون النباتات لا تزال صغيرة، وفق تفسير مؤلف الدراسة جويل مالك، من كلية طب وايل كورنيل (قطر) Weill Cornell Medicine في الدوحة.
ويخطط الفريق البحثي بعد ذلك لتحديد الجينات التي تتحكم في بنية ثمار التمر وحلاوته وطول الثمرة. ويعقد الفريق الآمال أيضًا على اكتشاف واسمات وراثية من شأنها أن تساعد في اصطفاء نخيل تمر يتمتع بالمرونة والقدرة على التكيف مع ضغوط مختلفة، كالتغير المناخي والأمراض.
doi:10.1038/nmiddleeast.2018.134
Torres, M. F. et al. Genus-wide sequencing supports a two-locus model for sex-determination in Phoenix. Nat. Commun.9, 3969 (2018).
تواصل معنا: