نشرت بتاريخ 2 يوليو 2023
يمشط ديفيد بيملر، المعروف أيضًا باسم سموت كلايد، المنشورات العلمية بحثًا عن أوراق بحثية زائفة.
محقق يعمل في مجال النزاهة البحثية، يستخدم الاسم المستعار «سموت كلايد»، ظل لسنوات يكشف عن أدلة على سوء السلوك البحثي. ضبط كلايد، بمعية محققين علميين آخرين، مئات البحوث التي يُحتمل أن تكون من إنتاج «مصانع الأوراق البحثية» paper mills، وهي عبارة شركات تنتج أبحاثًا علمية زائفة.
كلايد ليس سوى فرد واحد ضمن حشد من الباحثين الذين يقومون بهذا النوع من عمليات التحري، في أغلب الأحيان بمعزل عن وظائفهم الأساسية في المؤسسات الأكاديمية. بعضهم يختار وضع أسمائهم على الادعاءات التي يقدمونها، لكن البعض الآخر يؤثر أداء عمله خفيةً تحت اسم مستعار، حتى هذه اللحظة.
في وقت سابق من العام الماضي، ظهر عنوان البريد الإلكتروني الخاص بكلايد في مسوّدة بحثية تتناول مصنعًا للأوراق البحثية أنتج على ما يبدو أكثر من 800 ورقة بحثية مثيرة للشك في مجال الكيمياء. (D. Bimler Preprint at Research Square https://doi.org/hrzg; 2022). أُشير إلى مؤلف المسوّدة البحثية باسم ديفيد بيملر، عالم نفس كان يعمل سابقًا في جامعة ماسي بمدينة بالمرستون نورث، بنيوزيلندا.
بعد التأكد من أن كلايد وبيملر ما هما إلا شخص واحد، حاورت دورية Nature الرجل بذاته حول مصانع الأوراق البحثية، والأسماء المستعارة، وعمليات التحري على الإنترنت.
ما الذي يلهمك في مصانع الأوراق البحثية والعلوم الزائفة لتقوم بهذا العمل؟
أتذكر أول مرة علمتُ فيها بوجود مثل هذه الظاهرة، وقد كانت شيئًا جديدًا عليّ. ثم سرعان ما لبث أن بلغ انبهاري بها حد الهوس؛ لما لها من قدرة على استقطاب الذهن، كتلك التي تجعلك تغرق في حل الكلمات المتقاطعة أو تركيب أحاجي الصور المقطوعة. ففي كل مرة تظهر فيها صورة جديدة محكمة الترابط لأحد مصانع الأوراق البحثية، يكون الأمر أشبه بتجميع قطع الأحجية معًا. يعد هذا العمل أيضًا وسيلة للإسهام في العلوم. فنشر علوم قائمة على أسس سليمة هو بلا شك مساهمة إيجابية، والتخلص من العلوم الزائفة هو أيضًا نوع من الإسهام.
لماذا تستخدم اسمًا مستعارًا؟
أنا أميل إلى الغموض. وأرى أن النقد العلمي ينبغي أن يكون قائمًا بذاته، وألا يعتمد على شهادات ومؤهلات الشخص الذي يطرح التساؤلات. وهكذا، فإن كونك مجهول الهوية هو أمر مفيد، نوعًا ما، لهذا الغرض.
لماذا اخترت اسم «سموت كلايد»؟
استوحيت الاسم من أحد أساليب تأليف "الأسماء الإباحية"، الذي يستخدم اسم أول حيوان أليف اقتنيته، واسم الشارع الذي تقطن فيه لابتكار اسم مزيف. كان المحققون الآخرون مجهولو الهوية يسخرون مني، ويرفضون تصديق أنني أُدعى حقًا ديفيد بيملر.
أخبرْنا عن آخر مصنع أوراق بحثية اكتشفته.
كان اكتشافًا غير عادي إلى حد ما. أظن أن مصنع الأوراق هذا نشر نحو 1000 ورقة بحثية تدعي كلها أن مركبات الهياكل الفلزية العضوية (MOF) لها تطبيقات؛ مثل قتل الخلايا السرطانية، أو منع الالتهابات. صحيح أن الهياكل الفلزية العضوية تتمتع ببعض الخواص الفيزيائية الرائعة بحق، لكن فكرة أنها قد تمتلك خواص طبية هي فكرة مستبعدة بالمرة، ومع ذلك، قبلتْ بعض الدوريات العلمية مئات الأوراق البحثية التي تدور حولها.
ما أول ما أثار شكوكك؟
كنت أتصفح الموقع الخاص بمراجعة الأقران بعد النشر، «بَب بِير» PubPeer، لأرى ما سلط عليه الآخرون الضوء على أنه خارج عن المألوف. وفي هذا الصدد، لا بد من أن أنسب الفضل إلى سيلفان بيرنز، وهو عالم بلورات مكسيكي أثار الشكوك حول عدد قليل منها. وحدث أنني لاحظت ظهور ورقتين بحثيتين واحدة تلو الأخرى في خلال فترة زمنية قصيرة، وقد استرعتَا انتباهي، وذكّرتْني إحداهما بالأخرى. بعد ذلك، كان من السهل نسبيًا التفتيش في نفس الدوريات للعثور على المزيد من الأمثلة. هنا بدأ يظهر تأثير كرة الثلج وأخذت الأدلة تتراكم، خاصة عندما اكتشفتُ أنها كانت تستخدم أيضًا أقسامًا من مراجع وهمية بغية توفير الوقت وإنتاج المزيد.
أقسام من مراجع وهمية؟
أجل، كانت الأوراق البحثية تعيد استخدام المراجع، بما في ذلك مراجع لا علاقة لها بالاستشهادات المقابلة لها. كان بوسعي البحث عن الأوراق التي استشهدتْ بهذه المراجع التي لا صلة لها بالموضوع، وقد أصبحتْ هذه طريقة مثمرةً على نحو لا يصدق للعثور على المزيد من الأوراق المرتبطة بمصنع الأوراق البحثية.
ما خطوتك التالية؟
هناك بضعة أشياء أخرى أتطلع إليها، فلا يزال هناك الكثير من مصانع الأوراق البحثية. وسيكون من الرائع إيجاد طريقة ما للارتقاء إلى المستوى التالي من خلال زيادة كفاءة التحقيقات التي أجريها. هذا ما أطمح إليه.
تواصل معنا: