معالجة الأعراض
السلوكية لدى كبار السن المصابين بالخرف ينعكس أثرها الإيجابي على أزواجهم
وعائلاتهم
بالرغم من أن
الخرف يمثل عبئًا كبيرًا على المرضى أنفسهم، فإن صعوبته تزداد زيادةً أكبر على
المتزوجين لأسباب مثل عبء تقديم الرعاية للشريك، وفقدان العلاقة الحميمة، والضغط
المالي وغيرها.
وبجانب أعراضه الشائعة،
مثل فقدان الذاكرة، وصعوبة التواصل والتفكير أو حل المشكلات، يُسبّب الخرف أعراضًا نفسيّة، أبرزها الاكتئاب والقلق
والبارانويا والهياج والهلاوس.
وكشفت دراسة
حديثة نُشرت بمجلة "بلوس وان" أن زيادة حدة الأعراض
السلوكية العصبية والنفسية لمرض الخرف لدى كبار السن، مثل العدوانية والاكتئاب،
تجعلهم أكثر تعرضًا للطلاق والانفصال عن شركاء حياتهم، مقارنةً بأولئك الذين
يعانون أعراضًا أقل حدة، لكن في المقابل، ترتبط المراحل المتزايدة من الخرف
بانخفاض احتمالية الطلاق.
للوصول إلى
نتائج الدراسة، حلل الباحثون بيانات من 37 مركزًا لأبحاث مرض ألزهايمر التابعة
للمعاهد الوطنية للصحة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
واشتملت
الدراسة النهائية على 263 من الأزواج، المتزوجين أو الذين انفصلوا عن شركاء حياتهم
خلال فترة المتابعة، بالإضافة إلى 1238 من كبار السن كمجموعة ضابطة مطابقة للمجموعة
الأولى في العُمر.
تقول جوان مونين، الأستاذ المشارك في العلوم الاجتماعية
والسلوكية بكلية ييل للصحة العامة في الولايات المتحدة، وقائد فريق البحث: "تُظهر
دراستنا أن كبار السن الذين يعانون من زيادة حدة الأعراض السلوكية العصبية
والنفسية مثل الإثارة/العدوانية، والاكتئاب وخلل النطق، وتراجُع الشعور بالغبطة
والبهجة هم أكثر تعرضًا للطلاق أو الانفصال عن شركائهم، كما تُظهر أنه مع تقدم
الخرف تقل احتمالية الطلاق أو الانفصال إلى حدٍّ كبير".
لم يجد
الباحثون دعمًا لفرضية أن مراحل الخرف اللاحقة -وليس المبكرة- ستكون مرتبطةً بحدوث
الطلاق، قد يكون السبب هو أن الشريك لشخص يعاني من مراحل متأخرة من الخرف يفسر
سلوكيات شريكه على أنها ناتجة عن المرض، في حين يمكن أن يفكر شركاء المرضى حديثي
الإصابة في أن سلوكيات شريكهم مقصودة أو تنبع من اختيار وليس من مرض، مما قد يؤدي
إلى تفاقُم العلاقة وانتهائها بالطلاق أو الانفصال.
وعن أهمية
النتائج، تضيف "مونين" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست":
"معالجة الأعراض السلوكية لدى كبار السن قد لا تساعد الأفراد أنفسهم فحسب، بل
تساعد أيضًا أزواجهم وعائلاتهم، لذلك قد يتحتم على الأطباء وأعضاء الشبكات
الاجتماعية تقديم دعم إضافي لكبار السن في المراحل المبكرة من الخرف".
وتشير إلى أن
الخطوات التالية للفريق ستركز على فحص هذه العلاقة في عينة أكثر تنوعًا من حيث
الثقافة والعرق، بالإضافة إلى فحص التغيرات في الوضع المعيشي لكبار السن خلال مسار
الخرف.
تواصل معنا: