"الخضراوات الدقيقة" قد تقي من السمنة والأمراض المزمنة

والخضراوات الدقيقة -أو الصغيرة- هي شتلات نباتية يمكن قطفها وتناوُلها بعد فترة تتراوح ما بين أسبوع وعشرة أيام من نمو أوراق النبتة، على عكس الأعشاب والخضراوات كبيرة الحجم التي يستغرق نضجها أسابيع أو شهورًا.

ووفق دراسة عُرضت مؤخرًا في اجتماع الخريف للجمعية الأمريكية للكيمياء، فإن "الخضراوات الدقيقة لها فوائد صحية كبيرة وتُسهم في حرق الدهون والتقليل من فرص حدوث السمنة"، موضحةً أنها "تدخل ضمن ما يمكن وصفه بالأطعمة الفائقة التي يتم تسويقها على أنها أطعمة غنية بالمواد المغذية المعززة للصحة".

تأثير إيجابي

يشير الباحثون إلى أن "الخصائص الغذائية للخضراوات الدقيقة، وكذلك تأثيرها على بكتيريا الأمعاء، تختلف عن التأثيرات التي تُحدثها الخضراوات الناضجة"، ورغم هذا الاختلاف في التأثير، فقد ذكر الباحثون أن "التجارب التي أُجريت على الفئران -حتى الآن- تُظهر تأثيرًا إيجابيًّا للخضراوات الدقيقة والأخرى الناضجة في الحد من زيادة الوزن".

يقول "توماس تي واي وانج"، الباحث الأول في مختبر النظام الغذائي وعلم الجينوم والمناعة بمركز بيلتسفيل لأبحاث التغذية البشرية في الولايات المتحدة، وقائد فريق البحث في الدراسة: "استخدمنا نموذجًا حيوانيًّا لدراسة تأثير الكرنب (الميكروجرين) والكرنب (الناضج)؛ إذ يختلف الكرنب الصغير والكرنب الناضج في تركيبهما الكيميائي النباتي".

ركزت الدراسة على الكرنب "الملفوف" الأحمر الذي يتبع فصيلة "الخضراوات الصليبية" التي تشمل القرنبيط أيضًا، واستخدم الباحثون الفئران (النموذج الحيواني) التي غُذيت بنظام غذائي غني بالدهون، ثم غُذيت بالكرنب بنوعيه الناضج والصغير.

الجلوكوزينات

يضيف "وانج" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": أجرينا تجاربنا على مجموعة من الفئران التي تعاني من السمنة بهدف قياس الزيادة في وزن الجسم ومقارنتها لدى الفئران التي تتبع نظامًا غذائيًّا يخلو من الخضراوات الصليبية، وبعد ذلك قسمنا فئران التجارب إلى قسمين وفق نوع الغذاء الذي تتناوله، وقارنَّا بين البروتين الدهني في البلازما للفئران التي أُدخل في نظامها الغذائي الكرنب الناضج، والأخرى التي تناولت النظام الغذائي الغني بالكرنب الصغير "الميكروجرين". 

اكتشف الباحثون أن "الميكروجرين" كان أكثر ثراءً في العناصر الغذائية مقارنةً بالكرنب الكبير؛ إذ يحتوي النبات الصغير على كميات من الجلوكوزينات تزيد بحوالي خمسة أضعاف عن تلك الموجودة في الكرنب الكبير.

والجلوكوزينات هي مواد كيميائية تحتوي على النيتروجين والكبريت، وقد توفر الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري، وكذلك الوقاية من السرطان، وفق الباحثين.

يقول "وانج": ربما يكون استهلاك الكرنب مفيدًا، سواء كان "صغيرًا" أو "ناضجًا"؛ إذ يُحدث الكرنب الصغير والكرنب الناضج تأثيراتٍ مماثلةً في تخفيف زيادة وزن الجسم الناجمة عن النظام الغذائي عالي الدهون، بالإضافة إلى إحداث تغييرات في ملامح البروتين الدهني، ويؤثر الكرنب الصغير والكرنب الناضج على الميكروبات التي تعيش في المعدة بشكل مختلف، ويبدو أن تأثيراتهما تتأثر بمصفوفة النظام الغذائي، أي مستويات الدهون.

التأثير على البشر

وردًّا على سؤال لـ"نيتشر ميدل إيست" عن إمكانية أن تؤثر هذه الخضراوات التأثير نفسه في البشر، يقول "وانج": من المحتمل أن تكون الإجابة "نعم"، ولكننا بحاجة إلى التحقق من صحة النتائج بالنسبة للبشر، وسنسعى للعمل على ذلك في دراسات مستقبلية.

يضيف "وانج": سنواصل دراسة تأثيرات النباتات الصليبية الأخرى على الصحة، ويمكن أن تساعد هذه النتائج في توجيه الأشخاص الذين لا يحبون بعض هذه الأطعمة، ولكنهم يبحثون عن بدائل أفضل مذاقًا بالنسبة لهم، فعلى سبيل المثال، بالنسبة لأولئك الذين لا يحبون البروكلي، يمكننا أن نجد خضارًا آخر يحبونه أكثر وله التأثيرات الصحية نفسها.

ويتابع: من الممكن أيضًا تعديل نكهة هذه الخضراوات لجعلها مستساغة؛ إذ إن بعض المكونات التي تعزز الصحة -مثل الجلوكوسينولات- تكون مرّة الطعم، ونسعى لمعرفة إلى أي مدى يمكن تربية هذه المحاصيل بحيث نقلل مستويات المرارة فيها.

اشترك للحصول على النشرة الإلكترونية المحدّثة كل أسبوعين لكي تبقى على اطلاع بكافة المستجدات على الموقع.