إحلال وصفات
نباتية محل 50% من منتجات لحوم البقر والخنزير والدواجن والحليب يتيح إعادة تشجير
الأراضي وحفظ النظم البيئية ويحد من انبعاثات غازات الدفيئة
محمد السعيد
حذر
فريق بحثي دولي من زيادة الطلب الغذائي على المنتجات الحيوانية الرئيسية حول
العالم في الفترة ما بين عامي 2020 و2050 نتيجة زيادة الدخل وارتفاع عدد السكان،
مؤكدين أن الطلب سيرتفع على الدجاج بنسبة 38% وعلى الحليب بنسبة 24%، فضلًا عن
زيادة الطلب الإجمالي على المحاصيل بسبب زيادة استخدامها أعلافًا.
وأكد
الباحثون أن "إحلال منتجات نباتية محل 50% من استهلاك المنتجات الحيوانية
الرئيسية (لحوم الخنزير والبقر والدجاج والحليب) يمكن أن يقلل
من انبعاثات غازات الدفيئة من الزراعة العالمية واستخدام الأراضي بنسبة 31% في
عام 2050 مقارنةً بعام 2020".
وتشير الدراسة -التي نشرتها
دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) اليوم
"الثلاثاء" 12 سبتمبر- إلى أن التدمير العالمي للغابات والمحميات
الطبيعية قد يتوقف تمامًا إذا اتبع العالم هذا النهج، على الرغم من أن الأغذية ذات
المصدر الحيواني تمثل أقل من 20% من إمدادات الطاقة الغذائية العالمية.
ويعتقد الباحثون أنه بحلول عام 2030،
يمكن أن تُسهم المنطقة المستعادة بنحو 25% من الاحتياجات العالمية المستهدفة لهذا
الغرض (استعادة الأراضي) بموجب الهدف الثاني من إطار كونمينج-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.
وتشير نتائج الدراسة إلى أنه "في
حالة الاستبدال بـ50% من المنتجات الحيوانية، قد تتضاعف الفوائد المناخية من
استعادة الأراضي الزراعية لتصل إلى 92% من نسبة التخفيف المرجوة من قطاع
الأراضي".
تقول "إيفا
وولنبرج"، أستاذ البيئة والموارد الطبيعية بجامعة فيرمونت الأمريكية،
والباحثة المشاركة في الدراسة: "إن اللحوم النباتية ليست مجرد منتج غذائي
مبتكر، بل هي فرصة حاسمة لتحقيق أهداف الأمن الغذائي والمناخ معًا، فضلًا عن تحقيق
أهداف الصحة والتنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم".
تضيف "وولنبرج"
في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": إقناع الناس بالتحول من النظم الغذائية
القائمة على اللحوم ومنتجات الألبان الحيوانية المصدر إلى النظام الغذائي النباتي، مثل فول الصويا والبازلاء والجوز، يمثل تحدِّيًا يتطلب مزيجًا
من الجهود السياسية والابتكارات التكنولوجية.
طور
المؤلفون نموذجًا لتقدير سيناريوهات التغيرات في نظمنا الغذائية بناءً على وصفات
نباتية للحوم البقر ولحم الخنزير والدجاج والحليب، وتم تصميم الوصفات لتكون مكافِئةً
من الناحية الغذائية لمنتجات البروتين الأصلية المشتقة من الحيوان وواقعيةً بالنسبة
لقدرات تصنيع الأغذية الحالية ومكونات الإنتاج المتاحة عالميًّا.
وأظهر
النموذج أن أكبر الانخفاضات المتوقعة في خسائر التنوع البيولوجي ستحدث في أفريقيا
جنوب الصحراء، والصين وجنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى ذلك، ستتحسن مستويات عزل
الكربون في أمريكا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء.
تقول "وولنبرج":
إن فوائد التحول إلى النظام الغذائي النباتي تشمل حدوث انخفاض (متوقع) في انبعاثات
غازات الدفيئة بمقدار 6.3 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في العام الأول
لتطبيق هذه الإستراتيجية، كما يُتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 11.1 جيجا طن من
مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًّا بحلول عام 2050، في أحسن السيناريوهات والذي
يفترض إحلال الأشجار محل الأراضي الزراعية بنسبة 90%.
ولفتت
"وولنبرج" إلى أهمية أن تنتهج الحكومات السياسات المناسبة لتوفير الدعم
لصغار المزارعين وأصحاب الحيازات المحدودة من أجل التحول إلى نظام زراعي أكثر استدامة،
وتجنُّب المخاطر البيئية.
تواصل معنا: