ريش الديناصورات القديمة يشبه ريش أحفادها من الطيور الحديثة
نشرت بتاريخ 30 سبتمبر 2023
أظهر
تحليل جديد بالأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء لريش الديناصورات أن تركيبها
الكيميائي يشبه تركيب ريش الطيور المعاصرة
شروق الأشقر
العرق
دساس، مقولة ربما عبرت بشكل كبير عن أواصر القربى التي تربط بين الطيور الحديثة
وأجدادها من الديناصورات رغم البُعد الزمني الذي يفصل بينهما.
وفي السياق،
ذكرت دراسة نشرتها مجلة "نيتشر إيكولوجي
آند إيفوليوشن" (Nature Ecology and Evolution)، أن "ريش الطيور
المعاصرة له قواسم مشتركة مع ريش الديناصورات أكثر مما كان يعتقده الخبراء سابقًا،
كما أن له تركيبةً بروتينيةً مماثلة".
فحص الباحثون
ريش ثلاثة حيوانات قديمة، الأول كان ريش ديناصور "سينورنيثوصور"، الذي عاش
في الصين قبل 125 مليون سنة، وهو ديناصور ذو قدرة فائقة على الصيد، سواء في الليل
أو النهار، عن طريق دس السُّم بأسنانه في أجساد فرائسه.
أما الريش
الثاني فكان لطائر مبكر من أوائل الطيور المنقارية عاش في الصين قبل 125 مليون
سنة، ويُعرف باسم "كونفوشيوسورنيس"، بالإضافة إلى نوع غير محدد عاش فيما
يُعرف الآن بمتكون النهر الأخضر في "وايومنج" بأمريكا قبل 50 مليون سنة.
تقول تيفاني سلاتر -باحثة ما بعد
الدكتوراة في علم الأحياء القديمة في جامعة كوليدج كورك في أيرلندا، والمؤلف
الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": استخدمنا التحليل
الطيفي للأشعة تحت الحمراء والتحليل الطيفي للأشعة السينية؛ إذ تتفاعل الجزيئات مع
الضوء بطرق فريدة لكل جزيء، ما يعني أننا تمكنَّا من تحديد الجزيئات الموجودة في
هذه الحفريات بناءً على كيفية تفاعُلها مع الأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية.
وبعد
إجراء تحليلات بالأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء على الريش القديم، اكتشف
الباحثون آثارًا لـ"بروتينات بيتا القرنية"، وهي
بروتينات ضرورية لتقوية الريش في أثناء الطيران، ثم فحص الباحثون ريش الطيور
الحالية، مثل عصافير الحمار الوحشي (طيور اجتماعية تفضل العيش في أزواج)، ولاحظوا
أنها تحتوي على بنية كيميائية مماثلة.
لطالما
اعتقد العلماء أن ريش الديناصورات القديمة كان له تركيبة بروتينية مختلفة تمامًا
ويتكون بشكل أساسي من بروتينات ألفا، وهي ليست قوية مثل "بروتينات بيتا
القرنية"، ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن الريش القديم لم يكن يتكون بشكل أساسي
من "بروتينات بيتا القرنية" فحسب، بل تحولت تلك البروتينات إلى بروتينات
ألفا في أثناء عمليات التحفُّر التي تشهد العديد من العمليات الكيميائية
والفيزيائية التي تصيب الكائنات الحية بعد موتها وتؤدي إلى حفظ بقاياها في الصخور الرسوبية،
وفق الدراسة.
تقول "سلاتر":
يحتوي الريش القديم -مثل ذلك الموجود في ديناصور سينورنيثوصور- على تركيبة
بروتينية مماثلة لتلك الموجودة في الطيور المعاصرة، ما يعني أن وحدات البناء
الأساسية والضرورية للطيران كانت موجودةً في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد سابقًا.
تضيف
"سلاتر" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": أوضح هذا البحث أن
آثار الجزيئات الحيوية يمكن أن تبقى في السجل الأحفوري مدةً أطول بكثير مما كنا
نعتقد سابقًا، وعلى نطاق يمتد لمئات الملايين من السنين، كما أظهر أن الجزيئات
الحيوية الأحفورية -حتى لو كانت متحللةً ومجزأةً بشدة- لا يزال بإمكانها تقديم
معلومات عن تطور الحياة، ويشير هذا إلى مستقبل مثير للغاية في قدرة السجل الحفري
على الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بتطور الحياة على الأرض.
ويعمل
الباحثون على تطوير أدوات جديدة لفهم ما يحدث في أثناء التحفر وكشف الأسرار
الكيميائية للحفريات، وهذا بدوره سيعطينا رؤى جديدة حول تطور الأنسجة المهمة
وجزيئاتها الحيوية، وفق "سلاتر".
تواصل معنا: