أخبار

الكواكب الشبيهة بالمشتري ليست نادرة كما يُعتقد

نشرت بتاريخ 17 أكتوبر 2023

قام الباحثون بتحليل 30 نجمًا في مجموعة "بيتا بيكتوريس" المتحركة.. ووجدوا أن 20 نجمًا منها قد تحتضن كوكبًا مشابهًا لكوكب المشتري

شادي عبد الحافظ

قزم أحمر شاب محاط بثلاثة كواكب
قزم أحمر شاب محاط بثلاثة كواكب
NASA/JPL-Caltech Enlarge image
تذهب العديد من الدراسات الفلكية السابقة إلى أن الكواكب الشبيهة بالمشتري لا توجد إلا حول 20% فقط من النجوم التي تشبه الشمس.

لكن دراسة نشرتها دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) ترى خلاف ذلك، مشيرةً إلى أن "الكواكب العملاقة الشبيهة بالمشتري الموجودة في الجوار الشمسي القريب قد تكون أكثر شيوعًا مما تم اكتشافه من قبل".

والكواكب الشبيهة بالمشتري هي كواكب تدور حول نجوم أخرى، لكن لها خصائص مشابهة لكوكب المشتري، وتبلغ كتلة هذه الكواكب عادةً ما بين 0.3 إلى 3 أضعاف كتلة المشتري، وتتخذ عادةً مداراتٍ بعيدةً عن نجومها بين 3 و7 وحدات فلكية (الوحدة الفلكية تساوي حوالي 150 مليون كيلومتر).

يقول رافاييل جراتون، الباحث في مجال الفيزياء الفلكية بمرصد "بادوا" الفلكي التابع للمعهد الدولي لأبحاث الفضاء في إيطاليا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: يقع كوكب المشتري على بُعد 5.2 وحدات فلكية من الشمس، لقد وجدنا أن الكواكب الشبيهة بالمشتري شائعة جدًّا في مجموعة بيتا بيكتوريس المتحركة من النجوم، بينما تقول نتيجة المسوحات السابقة إنها نادرة جدًّا".

ومجموعة بيتا بيكتوريس المتحركة (BPMG) هي قافلة من النجوم الشابة التي تشترك في الاتجاه نفسه الذي تتحرك فيه، والأصل نفسه، ما يعني أنها نشأت معًا من السحابة النجمية نفسها، وتقع على مسافة 115 سنة ضوئية فقط من الأرض.

يقول "جراتون" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": اخترنا مجموعة بيتا بيكتوريس المتحركة لأنها ذات نجوم صغيرة في السن، وقريبة من الشمس، وهذا يجعلها أفضل بيئة للبحث عن الكواكب باستخدام التصوير عالي التبايُن، كما أنها مناسبة تمامًا لعمليات البحث المستندة إلى القياسات الفلكية.

قام الباحثون بتحليل 30 نجمًا في مجموعة "بيتا بيكتوريس" المتحركة باستخدام توزيعات المسافة بين الكتلة النجمية والمسافات الكوكبية، وهي أنماط إحصائية تربط كتل الكواكب بمسافاتها من النجوم المضيفة لها، وتساعد في فهم سيناريوهات تكوين الكواكب، ووجدوا أن 20 نجمًا من هذه النجوم قد تحتضن كوكبًا شبيهًا بالمشتري يتخذ مدارًا حولها.

يؤثر ذلك بلا شك في فهم العلماء لطبيعة المجموعة الشمسية؛ إذ تذهب الأفكار الحالية حول أصل النظام الشمسي إلى أنها تتشكل في بيئة كثيفة للغاية وعنيفة، خاصةً أن وفرة بعض النظائر الكيميائية تشير إلى أن مستعرًا أعظم كان قريبًا من الأرض قد لوث المادة التي تشكل منها النظام الشمسي قبل ولادته ببضعة مليارات من الأعوام، وكان السبب في أنه اختلف في تركيبه عن الأنظمة التي تدور حول نجوم شبيهة.

يضيف "جراتون": بدلًا من ذلك، تشير نتائجنا إلى أن النظام الشمسي تشكَّل على الأرجح في بيئة أكثر هدوءًا، وهذه ليست فكرة جديدة تمامًا، لكن نتائجنا تقدم حججًا قويةً لصالحها.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.203