بعض التعديلات البسيطة مثل تناول الدجاج بدلًا من اللحم البقري.. والحليب النباتي بدلًا من حليب البقر تقلل انبعاثات الغازات الدفيئة
محمد السعيد
ذكرت
دراسة حديثة نشرتها دورية "نيتشر فوود" (Nature
Food) أن إدخال بعض التغييرات
الصغيرة على نظامنا الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تقليل الملوثات الكربونية إلى حدٍّ كبير،
وأن يجعلنا أكثر صحة.
يقترح
مؤلفو الدراسة أن اللجوء إلى بعض البدائل
"البسيطة" -مثل التحول من لحم البقر إلى الدجاج، أو شرب الحليب النباتي بدلًا
من حليب البقر- يمكن أن يقلل البصمة الكربونية من الغذاء الذي يستهلكه الفرد
العادي بنسبة 35%، مع تعزيز جودة النظام الغذائي بنسبة تتراوح بين 4 إلى 10%.
أُجريت
الدراسة على بيانات النظام الغذائي الخاصة بـ7753 شخصًا في الولايات المتحدة
الأمريكية، والتي شملت الأطعمة التي يتم تناولها بشكل شائع ولها أعلى تأثير على
المناخ.
كما
أجرى معدُّو الدراسة محاكاةً للاستبدال بهذه الأطعمة وإحلال خيارات مماثلة من
الناحية الغذائية لكنها منخفضة الانبعاثات.
تقول
"آنا جرومون" -الأستاذ المساعد في طب
الأطفال والسياسة الصحية في جامعة ستانفورد الأمريكية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة:
"يشعر العديد من الأمريكيين بالقلق إزاء تغير المناخ ويريدون معرفة ما يمكنهم
فعله لتقليل مساهمتهم الشخصية في تلوث الكربون وانبعاثات الغازات الدفيئة، هناك أمر
واحد يمكن البدء به، وهو الأطعمة التي نتناولها".
تضيف
"جرومون" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يمثل إنتاج الغذاء
حوالي 20% من انبعاثات الغازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم، ويعني هذا أن تغيير
ما نأكله قد يؤدي إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وإبطاء تغيُّر المناخ.
تناولت
الدراسة التغييرات التي من المفترض أن تكون ممكنةً للمستهلكين، مثل تناول وجبة "بوريتو
الدجاج" بدلًا من تناول "بوريتو اللحم البقري"، أو تناول رغيف لحم
نباتي بدلًا من رغيف لحم البقر.
لوحظت
أكبر التخفيضات المتوقعة في الانبعاثات في الأطباق المختلطة مثل أطباق البوريتو
والمكرونة، والأطباق الشعبية المماثلة؛ إذ يسهل استخدام البروتين منخفض التأثير بدلًا
من لحم البقر.
وأوضحت
الباحثة أن الفريق أخذ بعين الاعتبار مجموعةً متنوعةً من الأنظمة الغذائية لمراعاة
تفضيلات الأفراد المتفاوتة.
فعلى
سبيل المثال، ترى الباحثة أن استبدال الفاكهة الكاملة بالعصير يُعد تغييرًا آخر
يمكن للأشخاص إجراؤه لتحسين نظامهم الغذائي وتقليل التلوث الكربوني.
وتوضح
أنه لا يوجد نظام واحد يناسب الجميع، لذلك سيكون من الرائع أن تتوافر لدى الأفراد
مجموعة من التغييرات الصغيرة التي يمكنهم إجراؤها لتحسين التلوث الكربوني وتقليله.
يعتقد
المؤلفون أن خفض انبعاثات الكربون المرتبطة بالغذاء هو أمرٌ يمكن تحقيقه عبر إجراء
بعض التغييرات في نظامنا الغذائي، ولا حاجة إلى أن يكون هذا التغيير كاملًا في نمط
الحياة، لكن يمكن أن يكون الأمر بسيطًا، مثل استهلاك حليب الصويا أو اللوز بدلًا من
حليب البقر، وهو تغيير بسيط يُعتقد أن له تأثيرًا كبيرا.
تقول "جرومون":
هناك تداخُل بين النظم الغذائية المستدامة والأنظمة الغذائية الصحية، وما تُظهره الدراسة
هو أن تغيير مكوِّن واحد فقط، وإجراء مبادلة واحدة، يمكن أن يكون مربحًا للجانبين،
مما يؤدي إلى تغييرات ذات معنى في كلٍّ من النتائج المناخية ومدى صحة وجباتنا الغذائية.
تواصل معنا: