يتحكم المفتاح الجديد في بروتين يؤدي دورًا في عملية تُسمى
"بلمرة الأكتين" تُعد أساسًا في عمليات التذكر والتعلم
محمد منصور
نجح باحثون من كلية الطب بالجامعة الكاثوليكية في روما في تعديل البروتين
LIMK1، الذي ينشط عادةً في الدماغ، وله دور رئيسي
في الذاكرة عبر إضافة "مفتاح جزيئي" يتم تفعيله عن طريق إعطاء عقار
الراباميسين، المعروف بتأثيراته العديدة المضادة للشيخوخة على الدماغ.
وتقول الدراسة
المنشورة في دورية "ساينس أدفانسز" إن ذلك التعديل أظهر نتائج واعدة في
تعزيز اللدونة التشابكية والذاكرة في النماذج الحيوانية التي تُظهر تدهورًا إدراكيًّا
مرتبطًا بالعمر.
ووفق المؤلف المشارك في الدراسة "كريستيان ريبولي"، الباحث
في علم وظائف الأعضاء في الجامعة الكاثوليكية، فإن تعديل ذلك البروتين أسهَم في
تعزيز الذاكرة عند فئران التجارب، كما ساعد في إحداث تغيرات هيكلية عصبية في
مجموعة من الخلايا التي تؤدي دورًا حيويًّا في نقل المعلومات داخل الشبكات العصبية
بدماغ تلك الفئران.
ويُعد بروتين LIMK1
جزءًا لا يتجزأ من هذه العمليات العصبية، ويرتبط التغير في تعبيره أو تعديله بضعف
الوظيفة الإدراكية. من خلال استخدام النهج الكيميائي الذي يجمع بين علم الوراثة
والكيمياء، صمم الباحثون طريقةً للتحكم في نشاط LIMK1
باستخدام الراباميسين.
وأدخل الباحثون مفتاحًا جزيئيًّا في LIMK1
لتمكين تنشيطه عند إعطاء عقار الراباميسين، وفي الحيوانات التي تعاني من التدهور
المعرفي، أدى هذا العلاج إلى تحسينات كبيرة في الذاكرة.
ولتلك النتائج تطبيقات محتملة كبيرة، فـ"من خلال تحسين فهمنا
لوظيفة الذاكرة يمكن تحديد مجموعة من الحلول المبتكرة للأمراض العصبية مثل الخرف وألزهايمر"،
على حد قول "ريبولي" في تصريحاته لـ"نيتشر ميدل إيست".
وتقول الدراسة إن تعديل ذلك البروتين أسهم في تنشيط عملية تُعرف باسم
"بلمرة الأكتين"، وهي العملية التي يتم من خلالها تجميع جزيئات بروتين
الأكتين الفردية في سلاسل أو خيوط طويلة توفر الدعم كما تساعد على الحفاظ على بنية
الخلية واستقرار وظائفها المختلفة مثل الحركة، وتغيير الشكل.
وتُعد بلمرة الأكتين أمرًا بالغ الأهمية لتغيير بنية وشكل الأشواك
الجذعية الموجودة على الخلايا العصبية، والتي تُعد المواقع الرئيسية للتواصل بين تلك
الخلايا وتؤدي الدور المحوري في عمليات النقل والتعلم والذاكرة في الدماغ.
وتؤكد نتيجة البحث أهمية بلمرة الأكتين باعتبارها آليةً أساسيةً يمكن
أن تؤثر بشكل كبير على اللدونة التشابكية، وقدرة الدماغ على تعديل الروابط بين
الخلايا العصبية، وتشير إلى أنها قد تكون محركًا رئيسيًّا في إنشاء الذكريات
والاحتفاظ بها.
ويقول "ريبولي" إن فريقه يعمل الآن على اختبار أي آثار جانبية
محتملة في النماذج قبل السريرية، "وفي المستقبل، يمكن استغلال الأداة
الجزيئية التي طورناها في العلاج الجيني الذي يمكن التحكم فيه من أجل تحسين ذاكرة
المصابين باضطرابات تنكسية عصبية".
تواصل معنا: