العواصف
الرملية والترابية تهدد الصحة والاقتصاد العالمي
نشرت بتاريخ 16 نوفمبر 2023
اتفاقية مكافحة
التصحر تصدر دليلًا للتعامل مع مخاطر العواصف الترابية والرملية
محمدد السعيد
حذر باحثون من
خطورة العواصف الرملية والترابية على صحة الأفراد وخاصةً كبار السن والأطفال
والمرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، فضلًا عن مخاطرها الاقتصادية، خاصةً
في المناطق التي يسودها الجفاف مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يُعزى ما لا
يقل عن 25% من هذه الظاهرة إلى الأنشطة البشرية.
جاء التحذير في
دليل صدر يوم الأربعاء على هامش اجتماع عُقد في
سمرقند بأوزبكستان في الفترة من 13 إلى 17 نوفمبر، لمتابعة التقدم العالمي في
تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وهي إحدى الاتفاقيات الثلاث التي
انبثقت عن قمة الأرض عام 1992 في ريو دي جانيرو.
في حين أن
العواصف الرملية والترابية هي ظاهرة طبيعية موسمية شائعة إقليميًّا، فإن المشكلة
تتفاقم بسبب سوء إدارة الأراضي والمياه، والجفاف، وتغيُّر المناخ، وفقًا لخبراء
اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ومع تأثيرات أبعد بكثير من مناطق المصدر،
يدخل الآن ما يقدر بنحو ملياري طن من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي كل
عام.
تُعد منطقة
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إحدى أكثر مناطق العالم تأثرًا بهذه الظاهرة، نظرًا للجفاف
الشديد والصحاري الرملية الشاسعة التي تغطي المنطقة. يوضح فراس
زيادة -خبير الأراضي في منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو)،
والمؤلف المشارك في إعداد الدليل- أنه مع تزايُد وتيرة تغير المناخ، أصبحت العواصف
الرملية والترابية متكررةً وشديدةً على نحوٍ متزايد ولها آثار كبيرة عابرة للحدود،
مما يؤثر على صحة الناس والزراعة وسبل العيش والرفاه الاجتماعي والاقتصادي
والبيئة.
"قد يكون تراكُم
التأثيرات الناجمة عن العواصف الرملية والترابية كبيرًا، ويمكن أن تصل الخسائر
الاقتصادية الناجمة عن حدث واحد من هذه العواصف إلى مئات الملايين من الدولارات"،
يقول "زيادة" في تصريح لـ"نيتشر ميدل إيست"، ويوضح أنه في
مناطق مصدر هذه العواصف، يحدث تدمير للمحاصيل وتتأثر الماشية، وتنجرف التربة
السطحية، أما في المناطق الترسيبية التي تنتهي فيها هذه العواصف، فيمكن أن يتسبب
الغبار الجوي في تفاقم مشكلات صحة الإنسان وعرقلة الاتصالات وتوليد الطاقة والنقل
وسلاسل التوريد.
يؤكد "زيادة"
ضرورة وجود ممارسات مستدامة وجيدة لتقليل الرواسب من مناطق المصدر وتقليل تأثير
العواصف الرملية والترابية على المناطق المتضررة، يقدم "الدليل" معلومات
حول تأثير العواصف الترابية والرملية على الزراعة وكيف تعزز ممارسات الإدارة
المستدامة مكافحة هذه الظاهرة.
ووفقًا للخبير،
فإن السياسات التي يجب اتباعها لمكافحة هذه الظاهرة يجب أن تشمل رفع مستوى الوعي
العام بخطورتها، وتحسين نظم الرصد الوطنية، بالإضافة إلى تعزيز تبادل المعرفة بين
البلدان، "ولن نتمكن من معالجة القضايا العابرة للحدود والمتعددة القطاعات
المتعلقة بالعواصف الرملية والترابية إلا من خلال التعاون الدولي".
لا شك أن تعبئة
الموارد والالتزامات القوية من البلدان والشركاء تُعد أمرًا بالغ الأهمية لمواجهة
تأثير العواصف الرملية والترابية، كذلك فإن حشد التمويل المناخي وزيادته وتوسيع
نطاق ممارسات التخفيف والإدارة أمورٌ لا غنى عنها.
تواصل معنا: