قياسات الدهون الحشوية المرتفعة ترتبط بزيادة عبء الالتهاب في الدماغ.. والعلاقة تزداد سوءًا عند الرجال مقارنةً بالنساء
محمد منصور
كشف فريق من الباحثين في معهد
مالينكرودت للأشعة بجامعة واشنطن الأمريكية وجود صلة مهمة بين الدهون الحشوية في
البطن وتطور مرض ألزهايمر.
وأوضح الباحثون في دراسة قاموا بعرضها في الاجتماع السنوي
للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية اليوم "الإثنين"، 20 نوفمبر، أن الدهون
الداخلية المخفية المحيطة بالأعضاء الموجودة في البطن ترتبط بتغيرات الدماغ التي
تسبق ظهور الأعراض المبكرة لفقدان الذاكرة بنحو 15 عامًا.
وتلك هي المرة الأولى التي يثبت فيها
الباحثون وجود علاقة بين الدهون الحشوية وتطور مرض ألزهايمر.
فعلى الرغم من وجود دراسات أخرى تربط
مؤشر كتلة الجسم بضمور الدماغ أو حتى ارتفاع خطر الإصابة بالخرف، لم تربط أي دراسة
سابقة نوعًا معينًا من الدهون بالبروتين الفعلي غير الطبيعي لمرض ألزهايمر من
الناحية المعرفية.
استهدفت الدراسة تحديد مخاطر مرض ألزهايمر
في وقت سابق، وبحثت العلاقة بين أحجام التصوير بالرنين المغناطيسي في الدماغ، والأميلويد،
وامتصاص تاو في فحوص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، وعوامل مختلفة في الجسم
مثل مؤشر الكتلة والسمنة، ومقاومة الأنسولين، والأنسجة الدهنية في البطن لدى مجموعة
من الأفراد الطبيعيين معرفيًّا في منتصف العمر.
تقول ماسا دولاتشاهي -الباحثة بمعهد
مالينكرودت للأشعة، ومؤلفة الدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تُسبب
الدهون الحشوية التهابًا محيطيًّا يؤدي إلى زيادة التهاب الأعصاب وزيادة نفاذية الحاجز الدموي الدماغي، وهي إحدى الآليات
الرئيسية المشاركة في تطور مرض ألزهايمر.
وتضيف: الجانب الأكثر تميزًا في هذه
الدراسة هو تبنِّي منظور صحة الدماغ للوقاية من مرض ألزهايمر.
ففي الوقت الذي يُحاول فيه العلماء
ابتكار الأدوية المضادة لبروتين الأميلويد لعلاج مرض ألزهايمر، تظهر فاعليتها على
نحوٍ أفضل عند الأشخاص الذين يتمتعون بصحة دماغية مثالية في المراحل المبكرة من
المرض.
تقول "دولاتشاهي": لذلك
يمكننا التفكير في تدخلات نمط الحياة، مثل النشاط البدني والنظام الغذائي،
بالإضافة إلى الأدوية المضادة للسمنة وعلاجات ارتفاع نسبة الدهون الحشوية، كطرق
لتقليل مرض ألزهايمر أو تأجيل تطوره.
حلل الباحثون بيانات من 54 مشاركًا
يتمتعون بصحة معرفية، تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 60 عامًا، بمتوسط مؤشر كتلة الجسم
32.
وخضع المشاركون لقياسات الجلوكوز
والأنسولين، بالإضافة إلى اختبارات تحمُّل الجلوكوز، وتم قياس حجم الدهون تحت
الجلد والدهون الحشوية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في البطن.
كما قام الباحثون بقياس السُّمك القشري
لمناطق الدماغ المصابة بمرض ألزهايمر، واستخدموا التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني
لفحص المرض في مجموعة فرعية مكونة من 32 مشاركًا، مع التركيز على لويحات الأميلويد
وتشابكات تاو التي تتراكم في مرض ألزهايمر.
ووجد الباحثون أن ارتفاع نسبة الدهون
الحشوية كان مرتبطًا بارتفاع امتصاص مادة الأميلويد في المناطق الدماغية المعروفة
بتأثرها مبكرًا بتراكم بروتين الأميلويد في مرض ألزهايمر.
وكانت هذه العلاقة أسوأ عند الرجال
منها عند النساء، ووجد الباحثون أيضًا أن قياسات الدهون الحشوية المرتفعة ترتبط
بزيادة عبء الالتهاب في الدماغ.
تقول "دولاتشاهي": إن
السمنة وزيادة الدهون في البطن في منتصف العمر لا تضر صحة القلب والأوعية الدموية
والتمثيل الغذائي فقط، ولكنها يمكن أن تؤثر على صحة الدماغ عن طريق زيادة الالتهاب
في الدماغ، وزيادة احتمالية حدوث مرض ألزهايمر، وترقُّق قشرة الدماغ.
تواصل معنا: