الموائل المرجانية تواجه تهديدات خطيرة بنهاية القرن الحالي
نشرت بتاريخ 23 نوفمبر 2023
توقعات بتقلص الموائل المرجانية العالمية بنسبة 74%.. ومستنقعات المد والجزر بنسبة 91.9٪
محمد السعيد
ذكرت
دراسة حديثة أن تغيُّر المناخ واستخدام الأراضي الساحلية قد يؤدي إلى انكماش ملحوظ
في النظم البيئية للمياه الضحلة التي تضم الموائل المرجانية، ومستنقعات المد
والجزر، وأشجار المانجروف.
وفي
المقابل، فإن طبقات الطحالب الكبيرة ستظل مستقرة، كما أن مروج الأعشاب البحرية من
المحتمل أن تتوسع، وفق دراسة نشرتها دورية
"بلوس كلايميت" (PLOS Climate) أمس "الأربعاء"، 22
نوفمبر.
وأوضح المؤلفون
أن "النظم البيئية للمياه الضحلة تمتص كميةً كبيرةً من ثاني أكسيد الكربون،
وبالتالي من المتوقع أن تساعد في التخفيف من تغيُّر المناخ".
وفي
الوقت نفسه، من المرجح أن تتأثر هذه النظم البيئية نفسها بتغير المناخ، بما في ذلك
ارتفاع درجة حرارة مياه البحر.
وبحلول
عام 2100، يمكن أن تتقلص الموائل المرجانية العالمية بنسبة 74% مقابل توسع مروج
الأعشاب البحرية بنسبة تبلغ 11%.
وتشير
التقديرات إلى أنه بعد حساب التنمية الساحلية واستخدام الأراضي، فإن مستنقعات المد
والجزر قد تتقلص بنسبة 91.9٪، وأشجار المانجروف بنسبة 74.3٪.
من
جهته، يقول "هيروتادا موكي"، الباحث في معهد أبحاث الموانئ والمطارات
باليابان، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن أهم النتائج التي توصل إليها الفريق
هي أنه باستثناء الشعاب المرجانية، فإن أربعة أنظمة بيئية للمياه الضحلة لديها
القدرة على الاستدامة أو التوسع في المستقبل".
يضيف
"موكي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": لدى مروج الأعشاب
البحرية، وطبقات الطحالب الكبيرة، ومستنقعات المد والجزر، وأشجار المانجروف، قدرات
كبيرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى دورٍ لها في التخفيف من آثار
المناخ أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.
توقعت الدراسات
السابقة وتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حدوث خسائر كبيرة
في النظم البيئية للأراضي الرطبة، لكن الدراسة الحالية تختلف عن سابقاتها لأنها
وضعت في الاعتبار عوامل مثل تبايُن انتقال الضوء في مياه البحر والتحول نحو
اليابسة في مستنقعات المد والجزر وأشجار المانجروف بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر،
وفق "موكي".
قام
الفريق بتقدير التغيرات المستقبلية في المساحة الإجمالية التي تشغلها النظم
البيئية الخمسة للمياه الضحلة التي يُعتقد أنها الأكثر أهمية.
وبعد
ذلك، دمجوا البيانات حول الأحجام والتوزيعات الحالية للأنظمة البيئية مع البيانات
الطبوغرافية، وطبقوا نموذج المناخ العالمي لحساب التغيرات المحتملة حتى عام 2100،
ونظروا في سيناريوهين افتراضيين، أحدهما يمثل أقل التوقعات لانبعاثات الغازات
الدفيئة في المستقبل، والآخر يمثل أعلى التقديرات.
يقترح
الباحثون استخدام مزيج مثالي من النظم البيئية للمياه الضحلة والبنية التحتية التي
هي من صنع الإنسان لمواجهة انكماش الموائل المرجانية، بالإضافة إلى تحسين نظم
الإدارة الساحلية للاستفادة من التأثيرات المخففة لتغير المناخ في الأنظمة البيئية
الأربعة الأخرى.
تواصل معنا: